قال الشارح في الرجل الصحابى: هو عبد اللَّه بن يزيد الخطمى.
وقال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه، والأمر بخلافه، بل بقيته:"والساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر"، ثم قال عند ذكر الرجل من الصحابة: قال الديلمى: أظنه عبد اللَّه بن يزيد الخطمى.
قلت: فيه أمور، الأول: أن سند هذا الحديث واحد، وإنما اختلف فيه على حميد بن هلال أو على حماد بن سلمة فرواه هدبة بن خالد:
ثنا حماد بن سلمة ثنا يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال: دخلت دار زياد فخرجت كئيبًا حزينا فقعدت إلى رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: مالك؟ فقلت: رأيت عقوبة شديدة ومثلة، فقال: لا يحزنك ذلك فإن هذا كائن، سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول. . . وذكره.
هكذا رواه ابن أبي عاصم أيضًا في الديات عن هدبة، ورواه المؤمل:
ثنا حماد بن سلمة ثنا يونس بن عبيد عن حميد بن هلال فقال: عن نصر بن عاصم عن عقبة بن مالك قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عقوبة هذه الأمة بالسيف".
هكذا رواه الخطيب من طريق محمود بن غيلان [١/ ٣١٧]: ثنا المؤمل به.
الثانى: جزم الشارح بأن صحابى الحديث هو عبد اللَّه بن يزيد الخطمى، وهو أخذ ذلك من كلام الديلمى الذي قاله ظنًا لا جزمًا.
الثالث: ما ذكره من الزيادة في الحديث، وأن الأمر بخلاف ما ذكره المصنف باطل لا أصل له، بل الحديث كما ذكره المصنف دون زيادة كما نقلته من الأصول أيضًا، بل تلك الزيادة مناقضة للحديث كما هو ظاهر.