للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في رواية مهنا: قال عمر - رضي الله عنه -: وَفِّروا الأظفار في أرض العدو؛ فإنه سلاح (١).

قال الإمام أحمد: هو محتاجٌ إليها في أرض العدو؛ ألا ترى إذا أراد الرجل أن يحل الحبل أو الشيء، ولم يكن له أظفارٌ، لم يستطع؟ انتهى (٢).

فوائد:

الأولى: يستحبُّ تقليمُ الأظفار مخالِفاً؛ فيبدأ بيده اليمنى بحروف: خوابس، ويسراه: اوخسب، على ترتيب حروف الكلمتين؛ بأن يبتدىء بخنصرِ يده اليمنى، فالوسطى، فالإبهام، فالبنصر، فالسبابة، ثم إبهام اليسرى، فالوسطى، فالخنصر، فالسبابة، فالبنصر، والرِّجْل كذلك، كما صححه في "الإنصاف" (٣).

قال في "الشرح": روي في حديثٍ: "من قَصَّ أظفارَهُ مُخالفاً، لم يرَ في عينيه رَمَداً" (٤). وفسره أبو عبد الله بن بطة بما ذكر، انتهى (٥).

قال الحافظ ابن حجر في "شرح البخاري": لم يثبت في ترتيب الأصابع عند القص شيءٌ من الأحاديث، لكن جزم النوويُّ في "شرح مسلم": بأنه


(١) رواه سعيد بن منصور في "سننه" (٢/ ٣٦٦).
(٢) وانظر: "المغني" لابن قدامة (٩/ ١٦٧)، و"شرح العمدة" لشيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ٢٤٠).
(٣) انظر: "الإنصاف" للمرداوي (١/ ١٢٢).
(٤) قال الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: ٤٩٧): هو في كلام غير واحد من الأئمة؛ منهم ابن قدامة في "المغني"، والشيخ عبد القادر في "الغنية"، ولم أجده. لكن كان الحافظ الشرف الدمياطي يأثر ذلك عن بعض مشايخه، ونص الإمام أحمد على استحبابه.
(٥) وانظر: "كشاف القناع" للبهوتي (١/ ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>