للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مَهْلًا فِدَاءً لَكَ الأقْوَامُ كُلُّهُم ... وَمَا أثْمَرُوا مِنْ مَالٍ وَمِنْ وَلَدِ

ويقصر قال:

فِدًا لله مِنْ رَبِّ طَرِيْفِي وَتالِدِي

وإذا فُتح أوّلهُ قصر يقال قُمْ فَدًا لَكَ أَبِي قاله الجوهري، ومعنى: فَدَى فلانٌ فلانًا أي أعطى عوضه.

{وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ} المحرَّم: اسم مفعول من حرَّم، وهو راجع إلى معنى المنع، تقول: حرَّمه يحرِّمه إذا منعه {فَمَا جَزَاءُ} الجزاء: المقابلة، ويطلق في الخير والشرّ، والهمزة فيه مبدلة من ياء؛ لتطرّفها إثر ألفٍ زائدة، فالأصل: جزايُ {إِلَّا خِزْيٌ} الخزي: الهوان، قال الجوهري: خَزِي بالكسر يخزَى خِزْيًا، وقال ابن السكيت: وقع في بليّةٍ، وأخزاه الله أيضًا، وخزِي الرجل في نفسه، يخزى خزايةً إذا استحيا وهو خزيانٌ، وقومٌ خَزَايا، وامرأةٌ خَزْيا، وفي "المصباح": خَزِي خِزْيًا من باب علم، إذا ذَلَّ وهان، وأخزاه الله أذلَّه وأهانه، وخَزِي خَزايةً بالفتح وهو الاستحياء، فهو خَزْيانٌ. اهـ. {فِي الْحَيَاةِ} تقدَّم أن ألف الحياة منقلبةٌ عن واو {الدُّنْيَا} وصفٌ جاء على وزن فعلى هو من الدُّنُوِّ بمعنى: القرب، والمعروف أنَّ فُعلى إذا كانت وصْفًا، وكانت لامُها واوًا أُعِلَّت؛ أي: أبدلت ياءً، كما في الدنيا، أصلها: الدُّنْو، أبدلت الواو ياءً، وسلمت في الاسم فلم تُبْدَل، ولم يأت ذلك في القرآن، ولكن ورد في "لسان العرب"، قال ذُو الرُّمَّةِ:

أَدَارٌ بِحُزْوَى هُجْتِ لِلْعَيْنِ عَبْرَةً ... فَمَاءُ الهَوَى يَرْفَضُّ أوْ يَتَرَقْرَقُ

فَتراهُ قال: حُزْوَى، ولم يَقُلْ حُزْيا؛ لأنّه اسمٌ لا وَصْفٌ، وعلى العَكْسِ من ذلك إذا كانَتْ وَصْفًا، أما عَدمُ إعلالِ قُصْوَى في قوله تعالى: {وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} فهو فصيحٌ في الاستعمال نادرٌ في القياس، وقد بَيَّن ابنُ مالك هذه الأحكام، فقال:

مِنْ لاَمِ فَعْلَى اسْمًا أتَى الوَاوُ بَدَلْ ... يَاءٍ كَتَقْوَى غَالِبًا جَا ذَا البَدَلْ

بِالعَكْسِ جَاءَ لاَمُ فُعْلَى وَصْفاَ ... وَكَوْنُ قُصْوَى نَادِرًا لا يَخْفَى