ما شاء أنشأ ربي، والذي هو لم ... يشأ فلست تراه ناشئاً أبدا
ومثال الخامسة قول الشاعر:
ما المرء ينفع إلا ربه، فعلا ... م تستمال بغير الله آمال
وقوله ولا يوقع فعل مضمر متصل على مفسره الظاهر مثاله: زيداً ضرب، ففي ضرب ضمير يعود على زيد، ولا خلاف أن هذا لا يجوز، قال أبو العباس: إنما لم يجز ذلك لأنه يصير المفعول لا بد منه، وبه علل امصنف. قال:((لأن جوازه يستلزم توقف مفهومية ما لا يُستغنى عنه، وهو الفاعل على مفهومية ما يستغنى عنه، وهو المفعول)).
وقال غير أبي العباس من البصريين: لا يجوز لأن المستعمل في هذا ضرب نفسه، ولا يسمون، يعني: ولا يسلطون العامل على الاسم.
وقال الفراء: لا يجوز ذلك لأنك لو جعلت الكلام في موضعه لم يجز؛ لأنك كنت تقول: ضرب زيداً، فيتقدم مضمر على مظهر، قال المصنف في الشرح:((فلو كان الفاعل ضميراً منفصلاً جاز إيقاع فعله على مفسره الظاهر، نحو: ما ضرب زيداً إلا هو؛ لأن الضمير المنفصل مقدر قبله ظاهر مبدل منه الضمير، فيقدر ما ضرب /زيداً إلا هو: ما ضرب زيداً أحد إلا هو، فقيام الضمير المنفصل مقام الظاهر المقدر سهل إيقاع فعله على مفسره الظاهر، فحكم بالجواز)) انتهى ... [٣: ١٠٢/أ]