للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يعطون البنات ما نُعطيهم. وربّما لم تكن لهم مواريث معلومة يعملون عليها" (١).

وكذلك عدد الزوجات وكيفية لحوق الأنساب.

ولا يستثنى من ذلك إلا أحكامٌ قليلة مثل مقدار الدية في العامة والخاصة: كانت ديّةُ العامة عندهم مائةً من الإبل، وديَّةُ السادة ضِعفَها أو أكثر، ويسمى عندهم التكايل (٢). وجاءت أحكام الإسلام


= وشواهد الموطأ، وكتاب الاحتجاج بالقرآن، وكتاب الأصول، وكتاب الشفاعة، وكتاب في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -. وكان معظَّماً بين قومه. وقد قام المبرد حين مرّ به هذا الفقيه اللغوي ذات يوم فقبّل يده وأنشده:
كريم إذا ما أتى مقبلاً ... حللنا الحبا وابتدرنا القياما
فلا تنكرنّ قيامي له ... فإن الكريم يجل الكراما
ابن فرحون. الديباج: ١/ ٢٨٢؛ الخطيب. تاريخ بغداد: ٦/ ٢٨٤؛ مخلوف: ١/ ٦٥، ع ٥٥.
(١) طريقة التوارث في الجاهلية كما ورد في التفسير الكبير: أنهم كانوا يتوارثون بشيئين: أحدهما النسب، وما كانوا يورّثون الصغار ولا الإناث وإنما كانوا يورّثون من الأقارب الرجال الذين يقاتلون على الخيل ويأخذون الغنيمة. وثانيهما العهد، وهو إما على وجه الحلف لقولهم فيه: دمي دمك، وهدمي هدمك، وترثني وأرثك، وتطلب بي وأطلب بك، وإما على وجه التبنّي، وهو من أنواع المعاهدة. الرازي: ٩/ ٢٠٣.
(٢) التكايل: من الكيل، والأصل في ذلك أن التكايل والمكايلة المكافأة بالسوء وترك الإغضاء والاحتمال فهي المقايسة بالقول والفعل. ونقل اللفظ من هذا إلى الدلالة على التفاوت في الدماء بحسب تفاوت السؤدد والشرف في القصاص في الجاهلية. وهو ما أبطله الإسلام كما قالت الطائية بنت بهدل بن قرقة:
أما في بني حصن من ابن كريهة ... من القوم طلاب التِّرات غَشَمْشَمِ
فيَقتُلَ جبراً بامرئ لم يكن له ... بواءً ولكن لا تكايل بالدم
ابن عاشور. التحرير والتنوير: ٢/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>