للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالألف من الزوال أي نحّاهما، وبغير ألف من الزلل أي استزلهما (١).

وقوله في تفسير كلمة {يرتعْ} (٢) من أسكن العين أراد يأكل، ومن كسر العين فمعناه يحرس بعضنا بعضا، ومنه رعاك الله أي حفظك الله (٣).

وقال في مشكل الإعراب:

قوله تعالى: {إن هذان لساحران} (٤)

على لغة بني الحارث بن كعب: يأتون بالمثنى بالألف على كل حال (٥)، قال بعضهم: ... تزود منا بين أذناه طعنة

وقيل: {إن} بمعنى نعم، وفيه بعد لدخول اللام في الخبر، وذلك لا يكون إلا في الشعر كقوله:

أم الحليس لعجوز شهربة (٦)

وكان وجه الكلام: لأم الحليس عجوز كذلك

وجه الكلام في الآية إن حملت "إن" على "معنى" نعم: إن لهذان ساحران كما تقول: نعم لهذان ساحران، ونعم لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي تأخير اللام مع لفظ إن بعض القوة على نعم.

وقيل: الهاء مضمرة مع إن، وتقديره إنه هذان لساحران كما تقول: إنه زيد منطلق، وهو قول حسن لولا دخول اللام في الخبر بعده.

فأما من خفف إن فهي قراءة حسنة لأنه أصلح أوجه الإعراب ولم يخالف بالخط لكن دخول اللام في الخبر يعترضه على مذهب سيبويه لأنه يقدر أنها المخففة من الثقيلة ارتفع مابعدها بالابتداء والخبر لنقص بنائها فرجع مابعدها إلى أصله فاللام لا تدخل في خبر الابتداء أى على أصله إلا في شعر كما ذكرنا.


(١) والقراءة بدون ألف هي {فأزلهما} بتشديد اللام وهي لغير حمزة من العشرة. انظر إتحاف فضلاء البشر ص: ١٣٤.
(٢) يوسف: ١٢.
(٣) {يرتع} بالياء وسكون العين هي قراءة عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، وأما القراءة بكسر العين مع الياء أيضا فهي بنفس المعنى وهي قراءة نافع وأبي جعفر والخلاف في كون الفعل صحيحا أم معتلا، أما القراءة بكسر العين مع النون {نرتع} فهي التي بالمعنى الذي ذكره مكي وهي قراءة ابن كثير وفي إثبات الياء في آخره خلاف من رواية قنبل، وقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنون وسكون العين. انظر إتحاف فضلاء البشر ص: ٢٦٢ - ٢٦٣.
(٤) طه: ٦٣.
(٥) يعني على قراءة {إن} مشددة.
(٦) الشَهْرَبة: العجوز الكبيرة (انظر لسان العرب ٤/ ٢٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>