للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما لا يشك أن من كان مغلوبا من المسلمين على أمره سيجعل الله له فرجا ومخرجا في الدنيا والآخرة.

أخي المسلم: إن العجب هو هذا التطبيل والتزمير من هؤلاء الطغاة، وتضليل الناس بالأقوال الزائفة والأفعال القبيحة مما يستحقون عليها المقت من الله ومن عباده.

فإذا لم يكن من عباد الله مقت ولا مناوءة لهؤلاء، فليصدق عليهم قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - «أنهم غثاء كغثاء السيل» وليرضوا بالذل والهوان لأن نصر الله لمن ينصر دينه. {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}.

وقبل أن أختم هذه المقدمة: أبشر هؤلاء الطغاة وأتباعهم بسوء الخاتمة، واللعنات المتوالية في الدنيا والآخرة، والخزي والهوان وانعكاس قصدهم، وضياع مجهوداتهم المادية والمعنوية في العاجل والآجل، إن لم يتداركهم الله بالهداية، والدليل على هذه البشارة أخبار الله عنهم أنهم {يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}.

فما علينا نحن المسلمون إلا الاتصال بمن عرف بالخير من قادة المسلمين، وكشف حال هؤلاء لهم وتبيين وجه الحق والشرع لهم، والاستعانة بهم لنصرة الحق ودعوة هؤلاء الطغاة لعلهم يرجعون عما ارتكبوه وزين لهم أخدان الباطل والدساسين على الإسلام، فإذا لم يفد النصح وصمم أهل الباطل على باطلهم.

فما على أهل الحق إلا التصميم على حقهم والقضاء على الباطل وجنده بجند الله.

فالله يقول: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}.

<<  <   >  >>