وأمر سبحانه بالتجارة عقب آداب الفرائض، وذكرها بين العبادة والجهاد لبيان منزلتها، ولم يمنعها في موسم الحج.
وكانت التجارة سائدة في الجاهلية فأقرها الإسلام.
واحترفها كثير من أفاضل الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
وجاءت في سياق المدح القرآني لمن لم تشغلهم تجارتهم عن طاعة الله، كما جاءت في مقام الذم لمن شغلتهم تجارتهم وأموالهم عن طاعة الله وذكره. قال تعالى:{قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[الجمعة: ١١].
ولذلك فإن التجارة قد ترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات، وقد تهبط به إلى أسفلها، فإذا كان التاجر أميناً، صادقاً برّاً تقيّاً، سمحاً، فهو من الصنف الأول؛ وإن كان على العكس من ذلك فهو من الثاني.
وقد وردت أحاديث كثيرة تبين منزلة التاجر الصدوق الأمين، وأنه أول من يدخل الجنة، أو أنه شهيد، أو أنه بمنزلة الشهيد، أو أنه يحشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، أو أنه تحت ظل العرش يوم القيامة، أو أنه لا يحجب عن أبواب الجنة (١).
(١) انظر في هذا المعنى: علي المتقي في كنز العمال، ج ٤ أحاديث متفرقة من ص ٧ إلى ص ٤٩ ومن بينها هذه الأرقام: ٩٢٤٥، ٩٢٤٦، ٩٢١٨، ٩٢١٩، ٩٣٣٦، ٩٣٣٧، ٩٤٥١.