بأكواب وفاكهة ولحم وحور، قاله الزجاج، وجاز أن يكون معطوفًا على جنات، أي هم في جنات وفي حور على تقدير حذف المضاف، كأنه قال: وفي معاشرة حور. الفراء: الجر على الاتباع في اللفظ وإن اختلفا في المعنى؛ لأن الحور لا يطاف بهن. قال الشاعر:
إذا ما الغانيات برزن يوما ... ورججن الحواجب والعيونا
والعيون لا تزجج، وإنما تكحل».
وفي المغني ٢: ١٩٢: «وقيل به (الجر على الجوار) في (وحور عين) فيمن جرهما فإن العطف على {ولدان مخلدون}[٥٦: ١٧]. لا على {أكواب وأباريق}[٥٦: ١٨]. إذ ليس المعنى أن الولدان يطوفون عليهم بالحور. وقيل: العطف على جنات. . .».
والذي عليه المحققون أن خفض الحوار يكون في النعت قليلاً. وفي التوكيد نادرًا. . . ولا يكون في النسق؛ لأن العاطف منع من التجاور.
وفي الخزانة ٢: ٣٢٥: «وأما جر الجوار في العطف فقد قال أبو حيان في تذكرته: لم يأت في كلامهم، ولذلك ضعف جدًا قول من حمل قوله تعالى (وامسحوا برءوسكم وأرجلكم) في قراءة من خفض على الجوار والفرق بينه وبين النعت كون الاسم في باب النعت تابعًا لما قبله من غير وساطة شيء فهو أشد له مجاورة بخلاف العطف؛ إذ قد فصل بين الاسمين حرف العطف، وجاز إظهار العامل في بعض المواضع، فبعدت المجاورة، وذهب بعض المتفقهة من أصحابنا الشافعية إلى أن الإعراب على المجاورة لغة ظاهرة، وحمل على ذلك في العطف الآية الكريمة، وقوله تعالى:{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين}[٩٨: ١]. فقال: خفض (المشركين) لمجاورة أهل الكتاب وما ذهب إليه يمكن تأويله على وجه أحسن، فلا حجه فيه».
وفي العكبري ١: ١١٧: «وهو الإعراب الذي يقال هو على الجوار، وليس بممتنع أن يقع في القرآن لكثرته، فقد جاء في القرآن والشعر فمن القرآن قوله تعالى:(وحور عين) على قراءة من جر، وهو معطوف على قوله (بأكواب) وأباريق، والمعنى مختلف. . .».