عند قضاءِ الحاجةِ يكونُ في الصحراءِ, إما إذا كان في بيتٍ، أو من وراء جدار؛ فلا بأس؛ لأن عبد الله بن عمر ارتقى؛ أي: صعد فوق بيت أخته حفصة، وهي زوجة النبي عليه السلام، فرأى رسولَ الله - عليه السلام - يقضي حاجَته.
* * *
٢٢٧ - عن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما - قال: ارْتَقَيْتُ فوقَ بيتِ حَفْصَةَ بنت عمر لبعضِ حاجَتي، فرأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْضي حاجَتَهُ مُسْتَدْبِرَ القِبْلَةِ مُستقبِلَ الشَّأْمِ.
"مستدبر القبلة"، أي: مستقبل الشام؛ أي: مستقبل بيت المقدس، وذلك كان في بنيان.
فعند الشافعي: استقبالُ القبلة واستدبارها غيرُ محرَّمٍ في البنيان.
وعند أبي حنيفة رحمه الله: يستوي الصحراء والبنيان في تحريم استقبال القبلة أو استدبارها.
* * *
٢٢٨ - وقال سلمان - رضي الله عنه -: نَهانا - يعني رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ نستقبِلَ القِبلَةَ بغائطٍ أو بَوْلٍ، أو أنْ نستنجِيَ باليمينِ، أو أنْ نستنجيَ بأقلَّ مِنْ ثلاثةِ أحجارٍ، أو أنْ نستنجِيَ برَجِيعٍ أو عظمٍ.
قوله:"نهانا ... " إلى آخره.
(أو) في هذا الموضع ليس للشك، بل للعطف، ومعناه معنى الواو، يعني: نهانا عن جميع هذه الأشياء، والنهيُ عن الاستنجاء باليمين نهيُ تنزيهٍ وكراهة، لا نهيُ تحريم.