للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وخَرجَ مَعَهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في أَشْياخٍ منْ قُريشٍ، فلمَّا أشْرَفوا على الرَّاهِبِ، هَبَطوا فحَلُّوا رِحَالَهُمْ، فخرجَ إليهِم الرَّاهِبُ، وكانوا قَبْلَ ذلكَ يَمُرُّونَ بهِ فَلا يَخرُجُ إليهِمْ، قَالَ: فهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ، فجَعَلَ يَتخلَّلُهُم الرَّاهِبُ حتَّى جَاءَ فأخذَ بيدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: هذا سَيدُ العَالَمِينَ، هذا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ، يَبعثُهُ الله رَحمَةً للعَالَمينَ، فقالَ لهُ أَشْياخٌ منْ قُريشٍ: مَا عِلْمُكَ؟ قال: إنَّكُمْ حِينَ أشْرَفْتُم مِنَ العَقَبةِ لم يَبْقَ شَجرٌ ولا حجرٌ إلَّا خَرَّ سَاجِدًا، ولا يَسجَدانِ إلَّا لِنَّبيٍّ، وإنَّي أَعْرِفُهُ بَخَاتَمِ النُّبوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْروفِ كتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لهُمْ طَعَامًا، فلمَّا أَتاهُمْ وكانَ هوَ في رِعْيَةِ الإِبلِ قَالَ: أَرسِلوا إِليْهِ، فأقبَلَ وعلَيهِ غَمامَةٌ تُظِلُّهُ، فلمَّا دَنا مِنَ القَومِ وجَدَهُمْ قدْ سَبقوهُ إلى فَيْءِ الشَّجَرَةِ، فلمَّا جَلَسَ مالَ فَيْءُ الشَّجرةِ عَلَيْهِ فَقَال: انظُروا إلى فَيْءِ الشَّجَرةِ مَالَ عليهِ، فَقَالَ: أنشُدُكُم الله، أيُّكُمْ ولِيُّهُ؟ قَالُوا: أَبُو طَالِبٍ، فلم يَزَلْ يُناشِدُهُ حتَّى رَدَّهُ أَبُو طَالِبٍ، وبعثَ معهُ أَبُو بَكرٍ - رضي الله عنه - بِلالاً (١)، وزوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنَ الكَعْكِ والزَّيْتِ.

قوله: "فلمَّا أشرفُوا على الرَّاهب هَبَطوا فحلُّوا رِحَالَهم"، (أشرف عليه): اطلع عليه، (الراهب): الزاهد من النصارى، قيل: اسم هذا الراهب كان بَحيرا،


(١) قال في "مرقاة المفاتيح" (١١/ ٦٥): رواه الترمذي (٣٦٢٠)؛ أي وقال: حسن غريب، وقال الجزري: إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيحين أو أحدهما، وذِكْر أبي بكر وبلال فيه غير محفوظ، وعدَّه أئمتنا وهمًا، وهو كذلك فإن سِن النبي إذ ذاك اثنتا عشرة سنة وأبو بكر أصغر منه بسنتين، وبلال لعله لم يكن وُلد في ذلك الوقت اهـ.
وقال في "ميزان الاعتدال" (٤/ ٣٠٧) قيل: مما يدل على بطلان هذا الحديث قوله: "وبعث معه أبو بكر بلالاً" وبلال لم يخلق بعد وأبو بكر كان صبيًا اهـ.
وضعف الذهبي هذا الحديث لقوله: "وبعث معه أبو بكر بلالاً"؛ فإن أبا بكر إذ ذاك ما اشترى بلالاً.
وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (١/ ٣٥٣): الحديث رجاله ثقات، وليس فيه سوى هذه اللفظة، فيحتمل أنها مدرجة فيه مقتطعة من حديث آخر وهمًا من أحد رواته.

<<  <  ج: ص:  >  >>