٤٤٤٢ - وعَنْ جَابرٍ - رضي الله عنه -: أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"عُرِضَ عليَّ الأنبياءُ، فإذا مُوسَى ضَرْبٌ من الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَة، ورَأَيتُ عِيْسَى بن مَرْيمَ فإِذَا أَقْربُ مَنْ رَأَيتُ بهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بن مَسْعُودٍ، ورَأيتُ إبْراهيْمَ فإذا أَقْربُ مَنْ رَأَيتُ بهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي: نَفسَهُ -، ورَأَيْتُ جِبْرِيْلَ فإذا أَقْربُ مَنْ رَأَيتُ بهِ شَبَهًا دِحْيَّةُ بن خَليفةَ".
قوله:"عُرِضَ علي الأنبياءُ صلوات الله عليهم، فإذا موسى ضَرْبٌ من الرِّجال" الحديث.
أي: عُرِضَ عليَّ أرواحُ الأنبياء - صلوات الله عليهم - مشكَّلِين بتلك الصور التي كانوا عليها في الدنيا مع الأجساد، وأيضًا أرواحُ الأنبياء كأرواحِ الملائكة، فكما أنَّ لهم أنْ يتشكَّلُوا بصورة الإنسان، فكذا أرواحُ الأنبياء.
(الضَّرْبُ): الرجلُ الخفيفُ من اللَّحْم، والخفيفُ من المَنْظَر، ذكره في "منتخب الصحاح".
وقيل: اللَّبن القليل، والإسراعُ، ذكره الحافظ أبو موسى في "المغيث".
(إذا) في (فإذا موسى) للمفاجأة.
(أَزْدُ شَنُوَءة): قبيلة؛ يعني: كان موسى عليه السلام يشابه واحدًا من رجال هذه القبيلة.
"فإذا أَقْربُ": (إذا) للمفاجأة، و (أَقْرَبُ) مبتدأ، و"مَنْ" موصول، و"شَبَهًا" مفعول رأيت، والباء صفة لقوله شبهًا، والجملةُ صلة (مَن)، والموصول والصلة في موضعِ الجرِّ بإضافة الأقرب إليه، و"عروة" خبرُه، أو إذا يعني: رأيت عيسى