٣٠٤٦ - عن أبي هريرةَ قال: أهدى رَجُلٌ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - غُلامًا يقالُ له: مِدْعَمٌ، فبينَما مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلًا لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سهمٌ عائِرٌ فقتلَهُ، فقالَ النَّاسُ: هنيئًا له الجَّنَةُ، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلا! والذي نفسي بيدِهِ إنَّ الشَّمْلَةَ التي أخذَها يومَ خيبرَ مِن المغانِمِ لم تُصِبْها المَقاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عليهِ نارًا"، فلمَّا سمعَ ذلكَ الناسُ جاءَ رجلٌ بشِراكٍ أو شِراكَيْنِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"شِراكٌ مِن نارٍ، أو شِراكانِ مِن نارٍ".
قوله:"يحط رحلًا لرسول الله"؛ أي: يأخذ الرحل على ظهر المركوب ويضعه على الأرض.
"سهم عائر"؛ أي: سهم لا يُدرى راميه.
"هنيئًا له الجنة"؛ يعني وجبت له الجنة لأنه قتل في خدمة رسول الله.
"كلا"؛ أي: ليس الأمر كما تظنون.
"لم تصبها المقاسم"؛ أي: أخذها من المغنم قبل القسمة وهي كانت مشتركةٌ بين الغانمين، فكان أخذُها غُلُولًا.
"تشتعل"؛ أي: ترتفع نارها؛ يعني: تلفُّ تلك الشملة عليه في جهنم وتُجعل نارًا لتحرقه. "شراك من نار"؛ يعني: مَن أخذ شراكًا من المغنم تُجعل شراكًا من نار على رحله يوم القيامة.
* * *
٣٠٤٧ - عن عبدِ الله بن عَمْرٍو قال: كانَ على ثَقَلِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ يقالُ لهُ كَرْكَرْةُ، فماتَ فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "هوَ في النَّارِ"، فذَهبوا ينظرونَ، فوجدُوا عباءَةً قد غلَّها.