للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم قال النعمان: إني هاز لوائي، فتيسروا للسلاح، ثم هازه الثانية، فكونوا متيسرين لقتال عدوكم بإزائهم، فإذا هززته الثالثة، فليحمل كل قوم على من يليهم من عدوكم على بركة الله، قال: فلما حضرت الصلاة، وهبت الأرواح، كبر وكبرنا، وقال: ريح الفتح والله إن شاء الله، وإني لأرجو أن يستجيب الله لي، وأن يفتح علينا، فهز اللواء، فتيسروا، ثم هزه الثانية، ثم هزه الثالثة، فحملنا جميعا كل قوم على من يليهم، وقال النعمان: إن أنا أصبت فعلى الناس حذيفة بن اليمان، فإن أصيب حذيفة ففلان، فإن أصيب فلان ففلان، حتى عد سبعة آخرهم المغيرة بن شعبة.

قال أبي: فوالله ما علمت من المسلمين أحدا يحب أن يرجع إلى أهله حتى يقتل، أو يظفر، وثبتوا لنا، فلم نسمع إلا وقع الحديد على الحديد، حتى أصيب في المسلمين مصابة عظيمة، فلما رأوا صبرنا، ورأونا لا نريد أن نرجع، انهزموا، فجعل يقع الرجل فيقع عليه سبعة في قران، فيقتلون جميعا، وجعل يعقرهم حسك الحديد خلفهم.

فقال النعمان: قدموا اللواء، فجعلنا نقدم اللواء فنقتلهم ونضربهم، فلما رأى النعمان أن الله قد استجاب له، ورأى الفتح، جاءته نشابة فأصابت خاصرته، فقتلته، فجاء أخوه معقل بن مقرن فسجى عليه ثوبا، وأخذ اللواء فتقدم به، ثم قال: تقدموا رحمكم الله، فجعلنا نتقدم فنهزمهم ونقتلهم، فلما فرغنا واجتمع الناس قالوا: أين الأمير؟ فقال معقل: هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح، وختم له بالشهادة، فبايع الناس حذيفة بن اليمان.

⦗١٥٩⦘

قال: وكان عمر، رضوان الله عليه، بالمدينة يدعو الله، وينتظر مثل صيحة الحبلى، فكتب حذيفة إلى عمر بالفتح مع رجل من المسلمين، فلما قدم عليه، قال: أبشر يا أمير المؤمنين، بفتح أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذل فيه الشرك وأهله، وقال: النعمان بعثك؟ قال: احتسب النعمان يا أمير المؤمنين، فبكى عمر واسترجع، وقال: ومن ويحك؟ فقال: فلان، وفلان، وفلان، حتى عد ناسا، ثم قال: وآخرين يا أمير المؤمنين لا تعرفهم، فقال: عمر، رضوان الله عليه، وهو يبكي: لا يضرهم أن لا يعرفهم عمر، لكن الله يعرفهم.

أَخرجه ابن حِبَّان (٤٧٨٥) قال: أَخبرنا عمر بن محمد الهَمْداني، قال: حدثنا محمد بن خلف العَسقلاني، قال: حدثنا آدم بن أَبي إِياس، قال: حدثنا مُبارك بن فَضالة، قال: حدثنا زياد بن جُبير بن حَية، قال: أَخبرني أَبي، فذكره (١).