- وفي رواية:«خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة، من المسلمين، في غزوة مؤتة، ورافقني مددي من اليمن، ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورا، فسأله المددي طائفة من جلده، فأعطاه إياه، فاتخذه كهيئة الدرق، ومضينا فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس له أشقر، عليه سرج مذهب، وسلاح مذهب، فجعل الرومي يغري بالمسلمين، وقعد له المددي خلف صخرة، فمر به الرومي، فعرقب فرسه فخر، وعلاه فقتله، وحاز فرسه وسلاحه، فلما فتح الله للمسلمين، بعث إليه خالد بن الوليد، فأخذ منه السلب،
⦗٣٦٧⦘
قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد، أما علمت أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى، ولكني استكثرته، قلت: لتردنه إليه، أو لأعرفنكها عند رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وأبى أن يرد عليه، قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وقصصت عليه قصة المددي، وما فعله خالد، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: يا خالد، ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رسول الله، استكثرته، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: يا خالد، رد عليه ما أخذت منه، قال عوف: فقلت: دونك يا خالد، ألم أف لك، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: وما ذاك؟ فأخبرته، فغضب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وقال: يا خالد، لا ترده عليه، هل أنتم تاركوا لي أمرائي؟! لكم صفوة أمرهم، وعليهم كدره» (١).