تالله، ما حملت أنثى ولا وضعت ... مثل الرّسول نبيّ الأمّة الهادي
ولا برا الله خلقا من بريّته ... أوفى بذمّة جار أو بميعاد
من الّذي كان فينا يستضاء به ... مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد
أمسى نساؤك عطّلن البيوت فما ... يضربن فوق قفا ستر بأوتاد
مثل الرّواهب يلبسن المباذل قد ... أيقنّ بالبؤس بعد النّعمة البادي
يا أفضل النّاس إنّي كنت في نهر ... أصبحت منه كمثل المفرد الصّادي
وقال أيضاً- رضي الله تعالى عنه-:
أن الرّزيّة لا رزيّة مثلها ... ميت بطيبة مثله لم يفقد
ولقد أصيب جميع أمّته به ... من كان مولودا، ومن لم يولد
والنّاس كلّهم بما قد عالهم ... يرجو شفاعته بذاك المشهد
حتّى الخليل أبوه في أشياعه ... ونجيّه موسى النّبيّ المهتدي
متواضعين لربّهم برقابهم ... تلك الفضيلة، واجتماع السّؤدد
يا خير من شدّ المطيّة نحوه ... وفد لحاجته يروح ويغتدي
أنت الّذي استنقذتنا من حفرة ... من يهو فيها من هواه يبعد
فهديتنا بعد الضّلالة والرّدى ... بهدى الإله إلى السّبيل الأرشد
فجزاك عنّا الله خير جزائه ... بمقام محمود المقام مسدّد
وقالت عاتكة بنت عبد المطلب- رضي الله تعالى عنها-:
يا عين، جودي- ما بقيت- بعبرة ... سحّا على خير البريّة أحمد
يا عين، فاحتفلي وسحّي واسجمي ... وابكي على نور البلاد محمّد!
أنّى، لك الويلات! مثل محمّد ... في كلّ نائبة تنوب ومشهد؟
فابكي المبارك والموفّق ذا التّقى، ... حامي الحقيقة ذا الرّشاد المرشد
من ذا يفكّ عن المغلّل غلّه ... بعد المغيّب في الضّريح الملحد؟
أم من لكلّ مدفّع ذي حاجة، ... ومسلسل يشكو الحديد مقيّد؟
أم من لوحي الله يترك بيننا ... في كلّ ممسى ليلة أو في غد؟
فعليك رحمة ربّنا وسلامه، ... يا ذا الفواضل والنّدى والسّودد!