للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المدن، ولكن ما نلبث فترة من الزمن حتى نرى بروز بعض هذه المدن وجذبها للعلماء ورحلاتهم. مثل بغداد، والري، وخراسان، والأندلس، بل نجد مدنًا جديدة لم يذكرها المصنف، مثل نيسابور وأصبهان وبخاري وسمرقند.

ثم إننا نجد أن المؤلف في ترتيبه للطبقات في كل مدينة، قد راعي عاملًا جديدًا، وهو علو الرواية والإسناد، فمثلا في طبقات أهل المدينة، يقدم مَنْ روى عن أبي بكر وعمر (١)، في الذكر على مَنْ رَوَى عن عثمان وعلي (٢)، ومن روى عن أسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وأمثالهما جعله في الطبقة الثانية (٣)، وسار على هذا النسق في بقية الطبقات، فيقدم من روى عن كبار التابعين على من روى عن صغارهم … وهكذا.

يلاحظ من المشكلات في التوزيع الجغرافي أو حتى عند التوزيع حسب الاشتراك في صفة من الصفات، أن المؤلف قد يضطر إلى تكرار بعض التراجم في أكثر من موطن، إما بسبب سكنى أصحابها في أكثر من موطن، أو بسبب تميزهم بصفة من الصفات التي أخذها في الاعتبار عند التقسيم إلى طبقات، كأن يكون الشخص بدريًا، ونَقِيبًا، وسكن مصرًا من الأمصار، فيترجم له ثلاث مرات، كما فعل بعبادة بن الصامت (٤)، وكذا الحال مع أبي موسى الأشعري، حيث ترجمه في أهل الفتوى، وفي الطبقة الثانية من الصحابة، وفي الصحابة الذين سكنوا الكوفة (٥)، وكذلك الحال مع سلمان الفارسي، فقد ترجمه في الطبقة الثانية، كما ترجمه في الصحابة الذين سكنوا الكوفة، وفي الصحابة الذين سكنوا المدائن (٦).


(١) الطبقات: خط ٨/ ق ١٤٦.
(٢) الطبقات: ٥/ ٩١.
(٣) المصدر نفسه: ٥/ ١٧٨
(٤) الطبقات الكبرى: ٣/ ٥٤٦، ٣/ ٦٢١، ٧/ ٣٨٧.
(٥) المصدر نفسه: ٢/ ٣٤٤، ٤/ ١٠٥، ٦/ ١٦.
(٦) المصدر نفسه: ٤/ ٧٥، ٦/ ٢١٦، ٧/ ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>