للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التَّهْذِيبُ: الأَلِيل الأَنين؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَما تَرَانِي أَشتكي الأَلِيلا

أَبو عمرو: يقال لَهُ الوَيْل والأَلِيل، والأَلِيل الأَنين؛ وأَنشد لِابْنِ مَيّادة:

وقُولا لَهَا: مَا تَأْمُرينَ بوامقٍ، ... لَهُ بَعْدَ نَوْماتِ العُيُونِ أَلِيلُ؟

أَي تَوَجُّع وأَنين؛ وَقَدْ أَلَّ يَئِلُّ أَلًّا وأَلِيلًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَسَّرَ الشَّيْبَانِيُّ الأَلِيل بالحَنين؛ وأَنشد الْمَرَّارُ:

دَنَوْنَ، فكُلُّهنَّ كَذَاتِ بَوٍّ، ... إِذا حُشِيَت سَمِعْتَ لَهَا أَلِيلا

وَقَدْ أَلَّ يَئِلُّ وأَلَّ يَؤُلُّ أَلًّا وأَلَلًا وأَلِيلًا: رَفَعَ صَوْتَهُ بِالدُّعَاءِ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ: أَن امرأَة سأَلت عَنِ المرأَة تَحْتَلِم فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: تَرِبَتْ يَدَاك وأَلَّتْ وَهَلْ تَرَى المرأَة ذَلِكَ؟

أَلَّتْ أَي صَاحَتْ لِمَا أَصابها مِنْ شِدَّةِ هَذَا الْكَلَامِ، وَيُرْوَى بِضَمِّ الْهَمْزَةِ مَعَ تَشْدِيدِ اللَّامِ، أَي طُعِنَت بالأَلَّة وَهِيَ الحَرْبة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِيهِ بُعد لأَنه لَا يُلَائِمُ لَفْظَ الْحَدِيثِ. والأَلِيلُ والأَلِيلَة: الثُّكْلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فَلِيَ الأَلِيلةُ، إِن قَتَلْتُ خُؤُولتي، ... ولِيَ الأَلِيلَة إِنْ هُمُ لم يُقْتَلوا

وقال آخَرُ:

يَا أَيها الذِّئْبُ، لَكَ الأَلِيل، ... هَلْ لَكَ فِي باعٍ كَمَا تَقُولُ؟ «١»

. قَالَ: مَعْنَاهُ ثَكِلتك أُمُّك هَلْ لَكَ فِي بَاعٍ كَمَا تُحِبُّ؛ قَالَ الكُمَيت:

وضِياءُ الأُمُور فِي كُلِّ خَطْبٍ، ... قِيلَ للأُمَّهاتِ مِنْهُ الأَلِيل

أَي بُكَاءٌ وَصِيَاحٌ من الأَلَلِيِّ؛ وقال الكميتُ أَيضاً:

بضَرْبٍ يُتْبِعُ الأَلَلِيّ مِنْهُ ... فَتاة الحَيِّ، وَسْطَهُمُ، الرَّنِينا

والأَلُّ، بِالْفَتْحِ: السُّرْعةُ وَالْبَرِيقُ وَرَفْعُ الصَّوْتِ، وَجَمْعُ أَلَّة للحَرْبة. والأَلِيلُ: صَلِيلُ الحَصَى، وَقِيلَ: هُوَ صَلِيلُ الحَجَر أَيًّا كَانَ؛ الأُولى عَنْ ثَعْلَبٍ. والأَلِيل: خَرِيرُ الماءِ. وأَلِيلُ الماءِ: خَرِيرُه وقَسِيبُه. وأَلِلَ السِّقاء، بِالْكَسْرِ، أَي تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ، وَهَذَا أَحد مَا جَاءَ بإِظهار التَّضْعِيفِ. التَّهْذِيبُ: قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ أَلَّ فُلَانٌ فأَطال المسأَلة إِذا سأَل، وَقَدْ أَطال الأَلَّ إِذا أَطال السؤَال؛ وَقَوْلُ بَعْضِ الرُّجّاز:

قَامَ إِلى حَمْراءَ كالطِّرْبال، ... فَهَمَّ بالصَّحْن بِلَا ائْتِلال،

غَمامةً تَرْعُدُ مِنْ دَلال

يَقُولُ: هَمَّ اللبَن فِي الصَّحن وَهُوَ القَدَح، وَمَعْنَى هَمَّ حَلَب، وَقَوْلُهُ بِلَا ائْتِلال أَي بِلَا رِفْقٍ وَلَا حُسْن تَأَتٍّ للحَلْب، ونَصَب الغَمامةَ بِهَمَّ فشَبَّه حَلب اللَّبَنِ بِسَحَابَةٍ تُمْطِر. التَّهْذِيبُ: اللِّحْيَانِيُّ: فِي أَسنانه يَلَلٌ وأَلَلٌ، وَهُوَ أَن تُقْبل الأَسنان عَلَى بَاطِنِ الْفَمِ. وأَلِلَتْ أَسنانُه أَيضاً: فَسَدَتْ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: رَجُلٌ مِئَلٌّ يَقَعُ فِي النَّاسِ. والإِلُّ: الحِلْف والعَهْد. وَبِهِ فسَّر أَبو عُبَيْدَةَ قَوْلَهُ تَعَالَى: لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً

. وَفِي حَدِيثِ

أُم زَرْعٍ: وَفِيُّ الإِلِّ كرِيمُ الخِلِ

؛ أَرادت أَنها وَفِيَّة الْعَهْدِ، وإِنما ذُكِّر لأَنه إِنما ذُهِبَ بِهِ إِلى


(١). قَوْلِهِ [في باع] كذا في الأصل، وفي شرح القاموس: في راع، بالراء

<<  <  ج: ص:  >  >>