للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

موضع ذكره إنما موضعه باب الإعراب وقد ذكر ثمّ.

وبدأ المصنف بذكر العلتين المانع كل منهما مفردا، وهما: ألف التأنيث والجمع المتناهى، وينشأ عن معرفتهما معرفة قسمين من الأقسام الخمسة [التي] لا تنصرف في تعريف ولا تنكير (١).

أما العلة الأولى: فالألف، وأراد بقوله «مطلقا» شيئين:

أحدهما: يرجع إلى الألف وهو أنها تمنع مقصورة وممدودة (٢).

والثاني: يرجع إلى ما الألف فيه فتمنعه الصرف اسما كان أو صفة مفردا أو جمعا، معرفة أو نكرة كـ «حبارى» و «صحراء» و «حبلى» و «حمراء» و «حبالى» و «أصدقاء»، و «سلمى» و «حواء» والمقصورة أصل الممدودة (٣)، والهمزة فيها بدل من ألف، هذا رأي البصريين، ولذلك قيل (٤) في صحراء: صحار كما قيل في حبلى: حبال، ولو كانت الهمزة غير مبدلة لسلمت من الانقلاب لأن الهمزة الواقعة بعد كسرة حكمها السلامة، وإنما منعت الألف مفردة لقيامها مقام شيئين، وإنما كانت كذلك دون التاء لأن لحاقها شبيه بلحاق الحروف الأصلية مزجا ولزوما، بخلاف التاء فإنها طارئة زائلة مقدرة الانفصال، ولذلك لا يعتد بها في نسب ولا تكسير ولا تصغير، كما اعتد بألف التأنيث ولا عبرة بلزومها في بعض الكلمات كـ «همزة» و «حذرية» (٥) و «عرقوة» لنذرة ذلك (٦)، ولهذا (٧) عوملت الألف خامسة في التصغير معاملة خامس أصلي فقيل في قرقري: قريقر كما قيل في سفرجل، سفيرج، وعوملت التاء معاملة عجز المركب فلم ينلها تغيير التصغير كما لا يناله، فقيل في دجاجة: دجيجة (٨)، كما قيل في بعلبك: بعيلبك، فحكم لها بما حكم للمنفصل.

ومن فروع هذه المسألة: أنه إذا سميت بـ «كلتا» من: قامت كلتا أختيك، -


(١) في نسخة: في تنكير ولا تعريف، وانظر شرح الكافية الشافية (٣/ ١٤٣٥).
(٢) انظر شرح الكافية الشافية (٣/ ١٤٣٥)، والأشموني (٣/ ٢٣٠).
(٣) انظر شرح الكافية الشافية (٣/ ١٤٣٦).
(٤) المرجع السابق.
(٥) في اللسان (حذر): «والحذرية على فعلية قطعة من الأرض غليظة والجمع: الحذاري. وانظر الصبان (٣/ ٢٣١).
(٦) انظر الأشموني (٣/ ٢٣١).
(٧) انظر شرح الكافية الشافية (٣/ ١٤٣٧)، والأشموني (٣/ ٢٣١).
(٨) انظر الكتاب (٣/ ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>