للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والحق أن عمل «لا» يجوز أن يعلل بكل من الأمرين على انفراده، والمصنف قد جمع منهما، لا على أن كلّا منهما جزء علة، بل على أنه مستقل بالعلية.

ومنها:

أنهم اختلفوا في علة بناء المفرد مع «لا»، فقال قائلون: العلة في ذلك تضمن الاسم معنى «من»، وقال قائلون: العلة فيه التركيب (١)، وهذا ظاهر كلام المصنف فإنه قال في شرح الكافية: فإن كان مفردا بني معها على الفتح تشبيها بخمسة عشر (٢). وأما التعليل الأول، فهو اختيار ابن عصفور (٣)، وهو غير ظاهر، فإن الاسم من قولنا «لا رجل» لم يتضمن «من»، ولهذا رد ابن الضائع قول ابن عصفور، وقال: لم يتضمن الاسم معنى [٢/ ١٤٦] «من» والذي

يظهر أن معنى «من» مفهوم من مجموع الكلمتين لا من كل منهما بمفرده، فالمتضمن لمعنى «من» إذا إنما هو «لا» مع «رجل» في قولنا: لا رجل (٤) ثم قوى ابن الضائع البناء للتركيب بشيء آخر وهو بناء الاسم مع صفته، وجعل ابن هشام البناء للتركيب مذهب سيبويه (٥) والجماعة، فقال: مذهبهم أن العرب ركبت «لا» مع الاسم، وجعلتهما كلمة واحدة، فبنوا الاسم للتركيب كخمسة عشر. ودليل ذلك أنه إذا فصل بينهما أعربوا الاسم نحو: لا في الدار رجل ولا امرأة، وأن قوما من الحجاز يقولون: لا رجل أفضل من زيد، في التزام التنكير، وترك تقديم الخبر وعدم الفصل، وأن المعنى استغراق الجنس، وقد أعربوا، لكنهم لم يقصدوا التركيب، وفيها معنى (٦) «من» في هذه المواضع كلها لأنها تعطي الاستغراق.

ومنها:

أن المصنف ذكر أن الصحيح في نحو: -


(١) ينظر أوضح المسالك (١/ ١٠٥)، والمغني (١/ ٢٣٨)، والإنصاف (١/ ٣٦٧).
(٢) ينظر الكافية الشافية (١/ ٥٢٢) بتحقيق د/ عبد المنعم هريدي.
(٣) واختاره الرماني في معاني الحروف (ص ٨١)، وينظر رأي ابن عصفور في شرح الجمل له (٢/ ٢١٧)، رسالة بجامعة القاهرة.
(٤) ينظر التذييل (٢/ ٨٤٢)، والهمع (١/ ١٤٦)، والتصريح (١/ ٢٤٠).
(٥) ينظر الكتاب (٢/ ٢٧٤ - ٢٧٦).
(٦) ينظر التصريح (١/ ٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>