للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحاديث ظاهرها التعارض في دلالتها على أمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، من حيث المدح والذم والوعد والوعيد والخصوص والعموم ممّا دعا العلماء إلى النظر في هذه المسألة والخروج منها بتقسيم لأمته -صلى اللَّه عليه وسلم- ليدفع ذلك التعارض ويتم إعمال النصوص على الوجه الراجح فيها؛ فمما قيل في ذلك: (إنَّ أمته -صلى اللَّه عليه وسلم- على ثلاثة أقسام، أحدها أخص من الآخر:

- أمَّة الاتباع.

- أمَّة الإجابة.

- أمَّة الدعوة.

فالأولى: أهل العمل الصالح.

والثانية: مطلق المسلمين.

والثالثة: من عداهم ممن بعث إليهم) (١).

وعلى هذا التقسيم تحمل النصوص -أو تخرج- بما يدفع التعارض سواء في المدح والذم، أو في الوعد والوعيد، أو الخصوص والعموم، ولكن تبقى مسألة أخرى وهي التصنيف الوارد في قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢)} [فاطر: ٣٢] فهل المقصود بهذا التصنيف أمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- أولًا؟ ثمَّ هل المقصود به أمَّة الدعوة؟ أم أمَّة الإجابة والاتباع؟.

أمَّا كون المقصود به أمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فهو ما قال به أكثر المفسرين:

- قال الزمخشري: (والذين اصطفاهم اللَّه هم أمة محمد من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة) (٢).


(١) ابن حجر: فتح الباري (١٣/ ٤١١)، (مرجع سابق).
(٢) الزمخشري: الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل: =

<<  <  ج: ص:  >  >>