للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت ترجمة هذا المصطلح تشويهًا لمحتواه، ومن الواجب أن يبقى كما هو في أصله العربي في أية ترجمة كانت) (١).

خامسًا: دلالة (الأمة) في الحديث النبوي الشريف:

تبين مما سبق أنه استعمل في بعض المعاني التي جاءت في القرآن الكريم كقوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً. . .} [النحل: ١٢٠] وروي عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنَّه قال عن زيد بن عمرو بن نفيل: "يبعث يوم القيامة أمة وحده" (٢)، واستعمله -صلى اللَّه عليه وسلم- للدلالة على بعض الأجناس من المخلوقات كقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها" (٣)، وقوله عن النمل: "أحرقت أمة من الأمم تسبح" (٤).

وعند الرجوع لكتب السنة ومعاجمها يلحظ أنَّ لفظ (أمَّة) قد ورد بكثرة زادت عن ثلاثمئة وثمانين مرة (٥)، وإذا أنعم النظر في استخدام لفظ (أمة) في الحديث النبوي الشريف تبيَّن أنَّه جاء مشابهًا لاستخدامه في القرآن الكريم وفي الأوجه التي استخدم فيها في القرآن الكريم، ولكن وردت


(١) ماجد عرسان الكيلاني: الأمة المسلمة، ص: (٢٧)، (مرجع سابق).
(٢) سبق تخريجه: ص (٨٠)، (البحث نفسه).
(٣) سبق تخريجه: ص: (٧٤)، (البحث نفسه).
(٤) أخرجه البخاري: صحيح البخاري: (٣/ ١٠٩٩)، كتاب الجهاد، باب: [١٥٠]، الحديث رقم: [٢٨٥٦]، بتحقيق: مصطفى ديب البُغا، الطبعة الرابعة: (١٤١٠ هـ/ ١٩٩٠ م، عن دار ابن كثير، دمشق، والحديث عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "قرصت نملة نبيًّا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى اللَّه إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمَّة من الأمم تسبح اللَّه". ورواه مسلم عن أبي هريرة: صحيح مسلم ٤/ حديث [٢٢٤١]، بلفظ: "أهلكت أمة من الأمم تسبح"، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(٥) انظر: المعجم المفهرس: إعداد لفيف من المستشرقين ومحمد فؤاد عبد الباقي: (١/ ٩٢ - ٩٨)، مادة (أمَّة)، عن مكتبة بريل في مدينة ليدن سنة ١٩٣٦ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>