للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأندلس فتحت في زمن عثمان بن عفان وقدم في فتحها عبد الله بن الزبير وقصة فتحها في الصحيح لأبي حفص عمر بن محمد بن بجير البجيري كتبناها بنسف، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن وجنس، منهم أبو سعيد سحنون بن سعيد التنوخي الإفريقي، من فقهاء أصحاب مالك ممن جالسه مدة (١)، وروى عنه أكثر من ثلاثين ألف مسألة وحفظ مذهبه وفرع عليه، وهو الذي أظهر مذهب مالك بالمغرب وبلادها، وكان يروي عن عبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن وهب، ودخل الشام والعراق وحمل عنه الحديث والفقه، توفي يوم الثلاثاء لتسع ليال خلون من رجب سنة أربعين ومائتين، وكان مولده في شهر رمضان سنة ستين أو إحدى وستين ومائة. وأبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني الإفريقي (من) إفريقية، يروي عن مالك بن أنس وداود بن قيس وإسرائيل ونظرائهم، وقد دخل الشام والعراق في طلب العلم، وكان فقيهاً أحد الثقات الإثبات، وكان مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ومات في شهر ربيع الآخر سنة تسعين ومائة.

وإبراهيم بن عمار الإفريقي صاحب عبد الله بن فروخ، توفي بالمغرب سنة أربع وعشرين ومائتين. وإبراهيم بن المضعاء بن طارق الإفريقي، يروي عن محمد بن علي الرعيني، روى عنه يحيى بن محمد بن خشيش، توفي بإفريقية في صفر سنة خمسين ومائتين وقيل سنة ثلاث، وهو رجل معروف. وعبد الله بن عمر بن غانم الإفريقي قاضي إفريقية، يروي عن مالك ما لم يحدث به مالك قط، لا يحل ذكر حديثه قط ولا الرواية عنه في الكتب إلا على سبيل الاعتبار. قال أبو حاتم بن حبان: روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي قال: الشيخ في بيته كالنبي في قومه. وذكر حديثاً آخر أنه قال: ما من شجرة أحب إلى الله من الحنا. قال حدثنا بالحديثين علي بن محمد بن حاتم القومسي ثنا عثمان بن محمد بن خشيش القيرواني ثنا عبد الله بن عمر بن غانم عن مالك في نسخة كتبناها عنه بهذا الإسناد أنا أصون البياض عن ذكرها فكيف الاشتغال بوصفها (٢). وأبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي الشعباني المعافري من أهل مصر، يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي وبكر بن سوادة، روى عنه الثوري، مات سنة ست وخمسين ومائة وقد جاوز المائة، كان


(١) تبعه في اللباب والقبس ومعجم البلدان وفي ترتيب المدارك ١/ ٥٨٥ روايتان الأولى أنه لقيه والثانية لم يلقاه.
(٢) لعبد الله بن عمر بن غانم ترجمة في التهذيب ج ٥ رقم ٥٦٧ فيها توثيق جماعة له، وذكر نحو ما تقدم عن ابن حبان ثم قال: " لعل البلاء في الأحاديث التي أنكرها ابن حبان ممن هو دونه " وله ترجمة في الميزان ج ٢ رقم ٤٢٨ وقال:
"لعل الآفة من عثمان صاحبه " ولم يترجم عثمان وترجم في اللسان ج ٤ رقم ٣٥٦ اقتصر على قوله " له ذكر في ترجمة عبد الله بن عمر بن غانم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>