عليهم أمر الأنفال، هل من سورة براءة، أو براءة منها؟ تركوا كتب:} بسم الله الرحمن الرحيم {بينهما.
فدل أنها جعلت لابتداء السور؛ لأنه لما اشتبه عليهم أنه أول السورة: لم يكتبوها، إذ ليس من سنتها أن تكتب في أضعاف السور.
*ويدل عليه ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه آية قال:"ضعوها في سورة كذا"، ولو كان: بسم الله الرحمن الرحيم: من أوائلها، لورد النقل به متوترًا، كوروده في سائر مواضع الآي، فإذا لم يجز لنا إثباتها من السور إلا بالنقل المتواتر، وقد عدمناه فيها: علمنا أنها ليست منها.
فإن قيل: ولو لم يكن منها، لورد النقل.
قيل له: وليس سبيل الإثبات في هذا الباب سبيل النفي؛ لأنه ليس على النبي صلى الله عليه وسلم توقيف الأمة على كل ما ليس من القرآن