أما قوله:"كم": فهو للعدد، كقولك: كم معك من درهم؟ ومن ثوب؟
وأما:"ما": فإنها بمعنى: "الذي"، كأنه قال: الذي شئت من الطلاق، فيتناول الجميع.
مسألة: [اقتران الطلاق بلفظ: "كلما"]
قال:(ولو قال لها: طلقي نفسك كلما شئت: كان لها أن تطلق نفسها وإن قامت من مجلسها واحدة بعد واحدة حتى تبين منه بثلاث).
وذلك لأن:"كلما": ينتظم معنيين: الوقت والتكرار، فلم يتعلق على المجلس، لما يتضمنه من معنى الأوقات، كقوله: أنت طالق أي وقت شئت، ولما كان فيها معنى الإحاطة والتكرار، كان لها إيقاع الثلاث واحدة بعد أخرى.
مسألة: [اقتران الطلاق بلفظ: "كيف"]
قال:(ولو قال لها: أنت طالق كيف شئت: وقعت واحدة رجعية، ولها أن تجعل الطلاق ثلاثًا، وأن تجعله بائنًا في قول أبي حنيفة.
وقال أبو يوسف ومحمد: لا يقع الطلاق عليها حتى تطلق نفسها).