وأثارت مثل هذه القرصنة الدول الأوربية ودفعتها إلى الانتقام، واتخذ هذا الانتقام بصفة عامة صورة قذف مدينة الجزائر بالقنابل من البحر، وأحدث بعض هذا القذف أضرارًا جسيمة. وقد قذف الأسبان مدينة الجزائر سنة ١٥٦٧ وسنة يفلحوا فيما تلا ذلك من محاولة النزول إلى البر) وسنة ١٧٨٣, كما فعل ذلك الدانيماركيون سنة.١٧٧٠. وكان معظم الحملات من قبل فرنسا (سنة ١٦٦١, ١٦٦٥ , ١٦٨٢, ١٦٨٣، ١٦٨٨) وإنكلترة (سنة ١٦٢٢، ١٦٥٥, ١٦٧٢. وقمعت حركة القرصنة إلى حد كبير قبيل نهاية القرن الثامن عشر، إلا أنها انتعشت أثناء حروب الثورة الفرنسية والإمبراطورية الأولى، وقام الإنكليز من ثم برمى المدينة بالقنابل سنتى ١٨١٦, ١٨٢٥.
وكان الغزو الفرنسى سنة ١٨٣٠ قد أعد له سنة ١٨٠٨ الماجور روتان Routin، وهو ضابط مهندس بعث به نابليون ليقدم تقرير شاهد عيان عن الظروف التي تقتضي القيام بمثل هذا الغزو بنجاح. وقد اتبع المعالم العامة لخطته أولئك الذين جهزوا لحملة سنة ١٨٣٠.ورست القوات الفرنسية على ساحل شبه جزيرة فروش إلى الغرب من مدينة الجزائر، في ١٤ يونية، وما وافى اليوم التاسع والعشرون حتى كانوا قد بلغوا تحصينات قلعة الإمبراطور، فاحتلوها في ٤ يولية، وسلمت المدينة نفسها في اليوم التالي دون أن يلحق بها أي ضرر.
وعاش الفرنسيون سنوات كثيرة في نطاق الحدود الحضرية القائمة، ولو أنهم اندفعوا خارج هذا النطاق في موضع أو موضعين, على أن عدد سكان المدينة زادوا، فامتدت شمالا (حي باب الواد) وجنوبا (حي باب عزون)، وتمتد عاصمة البلاد اليوم إلى