(١٢٤٦ م) حين رد إليه الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل، خلف الملك العادل وأخوه، جميع ما فقده من آيات التشريف، وجعله قائدًا عامًّا للجيش المصري.
وفي عام ١٢٤٩ م، هدد لويس التاسع، ملك فرنسا، بالهجوم على مصر فعهد إلى فخر الدين الدفاع عنها، فلما اجتاح الفرنجة الدلتا، ضحى فخر الدين بدمياط وارتد بجيشه جنوبًا إلى المنصورة، وتوفي الملك الصالح بعيد ذلك (يوم الاثنين ١٤ من شعبان عام ٦٤٧ هـ ٢٢ = من نوفمبر سنة ١٢٤٩ م) فأقامته السلطانة شجرة الدر وصيًّا في غياب السلطان الصغير "المعظم تورانشاه" بن نجم الدين أيوب، وتقدم الصليبيون في هذه الأثناء ببطء نحو المنصورة وعبروا النيل في هجوم مفاجئ، ودخلوا المدينة، وقتل فخر الدين في المعركة يوم الخميس رابع ذي القعدة عام ٦٤٧ هـ (الثامن من فبراير عام ١٢٥٠ م).
ولم يبدأ إخوة فخر الدين الثلاثة -وهم: عماد الدين عمر، وكمال الدين أحمد، ومعين الدين حسن- نشاطهم السياسي إلا في أخريات أيام الملك الكامل، إذ كانوا يقومون قبل هذا بتدريس المذهب الشافعي في دمشق، وكانوا أيضًا من أعضاء مجلس الوصاية بعد موت الكامل بدمشق، وبفضل نفوذ عماد الدين عمر، ابن أخي السلطان السابق انتخب الجواد يونس بن مودود بن العادل (توفي عام ٦٤١ هـ = ١٢٤٣ م) نائبًا للملك على دمشق، ولما تآمر الجواد على العادل الثاني، أنفذ السلطان عماد الدين ثانية إلى دمشق ليرغم الجواد على التنازل، ولكنه ما كاد يصل إلى دمشق حتى قُبض عليه وقتل في ٢٦ من جمادى الأولى ٦٣٦ هـ (الرابع من يناير عام ١٢٣٩ م). أما كمال الدين أحمد، أقل الإخوة الأربعة شهرة، فقد أقامه الصالح عام ٦٣٧ هـ (١٣٣٩ م) سفيرًا لمفاوضة الكونت ثيوبالد -حاكم يافا- وملك نافار في عقد معاهدة صلح، ثم أقامه من بعد قائدًا عاما ليسترد دمشق، ولكن الجواد والناصر داود بن المعظم (المتوفى سنة ٦٥٦ هـ = ١٢٥٨ م) هزماه في ذي القعدة من عام ٦٣٨ هـ