يكثر القتل من هذيل حتى يفرح الضبع والذئب لكثرتها وإجماع أكلها، وتستكثر جوارح الطير منها حتى لا تقوي علي الطيران.
وفتوا هجروا ثم أسروا ليلهم حتى إذا إنجاب حلوا
فاحتسوا أنفاس نوم فلما ثملوا رعتهم فاشمعلوا
كل ماض قد تردي بماض كسنا البرق إذا ما يسل
فتو يعني فتي نادراً، هجروا: خرجوا وقت الهاجرة، ثم أسروا أي ساروا ليلاً، إنجاب انكشف، فاحتسوا أنفاس نوم أي ناموا قليلاً، ثملوا كأن النوم أسكرهم، اشمعلوا أي خفوا ومضوا، كل ماض أي كل ماض من الرجال قد تردي بماض من السيوف، وكسنا البرق أي ضياء البرق. المعني: يصف أصحابه بالمضاء والجرأة والخفة.
فأدركنا الثأر منهم ولما ينج من لحيان إلا لأقل
مطلع الشمس فلما استحرت أدبروا من فورهم فأجفألوا
فأسقنيها يا سواد بن عمرو أن جسمي بعد خالي لخل
حلت الخمر وكانت حرامًا وبلاي ما ألمت تحل
فأدركنا بمعني أدركنا، ولما ينج أي لم ينج، ولحيان حي من هذيل، اجفألوا أسرعوا، فلما استحرت اشتدت، واللأي البطؤ، أي بعد بطء وما زائدة، خل أي هزيل مختل لشدة مقاساته في طلب الثأر حتى أدركه. المعني: يدل علي أنه أدرك ثأر خاله وطلب الخمر لشربها يقول: قد أدركت ثأري نحلت الخمر بعد أن كنت حرمتها علي نفسي وكان ذلك عادة للعرب يتركون الملاذ حتى يدركوا الثأر.