رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم، فقال:" ما الذي بلغني عنكم؟ ". قالوا:" هو الذي بلغك "، وكانوا لا يكذبون. قال:" أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ لو سلك الناس وادياً أو شِعْباً وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً؛ لسلكتُ وادي الأنصار أو شعب الأنصار "(البخاري ٣٧٧٨، مسلم ٢٤٣٧). قالوا:" يا رسول الله؛ قد رضينا "(البخاري ٤٣٣١، مسلم ٢٤٣٨) .. فرضي الله عن الأنصار وعن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأرضاهم، فما أبرهم وأصدق إيمانهم وأحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما ثانيهما فحديث عائشة رضي الله عنها: أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم جئنه يناشدنه العدلَ في بنت أبي قحافة (= عائشة رضي الله عنها)(البخاري ٢٥٨١، مسلم ٦٢٤٠) .. فرضي الله عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأرضاهن.
* أقول: فإن كان المنفي عن الثاني والثالث هو الكمال؛ فلا بد أن يكون كذلك في حق الأول، وإن كان الثاني والثالث لا يكفران؛ فالأول كذلك سواء بسواء؛ لأن الوعيد الوارد في حقهم واحد.
وإنْ قارنتَ هذا بقول ابن تيمية رحمه الله: " وهذه الآية مما