الثاني: أنه خولف، فالمحفوظ من رواية الثقات من قول عكرمة غير مرفوع ولا موقوف.
فقد رواه ابن أبي شيبة في (المصنف ٢٦٦) عن يحيى بن سعيد القطان، عن علي بن مبارك، عن يحيى، عن عكرمة، قال:((النَّبِيذُ وُضُوءٌ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ)).
وهذا إسناد رجاله ثقات.
ورواه أبو يعلى في (مسنده) كما في (إتحاف الخيرة ٤٢٨) عن أبي خيثمة.
ورواه الدارقطني في (السنن ٢٣٧) من طريق أحمد.
كلاهما (أبو خيثمة وأحمد) عن الوليد بن مسلم.
ورواه الدارقطني في (السنن ٢٣٦) من طريق هِقل بن زياد.
كلاهما (الوليد، وهِقل) عن الأوزاعي قال: ثنا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة من قوله.
وهذا إسناد غاية، فهِقل هذا من أثبت الناس في الأوزاعي، كما قال أحمد وغيره.
وبهذا يتبين أن المُسَيِّب أخطأ فيه في موضعين:
الأول: في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: في ذكر ابن عباس. والصواب أنه من قول عكرمة غير مرفوعٍ ولا موقوفٍ.
قال الدارقطني: ((ووهم فيه المُسَيِّب بن واضح في موضعين في ذكر