نفير، قال:" كذا وجدتُهُ، ولو كان عن أبيه عن أبي ذر وأبي الدرداء، لكان موصولًا"(شعب الإيمان ٤/ ٢٦٢) كأنه يشيرُ إلى عدمِ سماعِ ابنِ نُفيرٍ منهما.
وعبد الرحمن بن جبير المصري المؤذن ذكر المزيُّ أنه روى عن أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما ثم قال:"وفي سماعِهِ من أَبِي ذَرٍّ نظر"(تهذيب الكمال ١٧/ ٢٨).
قلنا: ويلزمُ من ذلك أن سماعَهُ من أبي الدرداء فيه نظر أيضًا؛ إذ إن وفاتهما في سنة واحدة.
وقد أدخل بعضُهم بين يزيد بن أبي حبيب وبين ابن جبير رجلًا مجهولًا، كما سيأتي.
الوجه الثالث:
أخرجه ابن المبارك في (الزهد ٣٧٦، والمسند ١٠٣) -ومن طريقه أحمد في (المسند ٢١٧٣٩)، ومحمد بن نصر في (تعظيم قدر الصلاة ٢٦١)، وابن عبد البر في (التمهيد ٢٠/ ٢٦١) - عن ابن لهيعة، حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جبير، أنه سمع أبا ذر وأبا الدرداء قالا: ... فذكره.
وأخرجه أحمد (٢١٧٤٠) عن قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة به.
فجمع ابن لهيعة في هذا الوجه بين أبي ذر وأبي الدرداء رضي الله عنهما.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ منقطعٌ كما تقدَّمَ، وَلَا يُعْتَدُّ بالسماعِ المذكورِ؛ لأنه من رواية ابن لهيعة، وهو سيئُ الحفظِ، وقدِ اضطربَ فيه أيضًا.