للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

له الجماعة (التقريب ٢٨١٦).

وأما سعيد بن سِنان وهو الكوفي؛ فوثَّقه ابنُ مَعين وأبو حاتم وغيرُهما. وتكلَّم فيه أحمدُ، فقال: "كان رجلًا صالحًا، ولم يكن يُقِيمُ الحديثَ"، وقال أيضًا: "ليس بقوي في الحديث"، انظر (تهذيب التهذيب ٤/ ٤٦).

ولذلك ذكره العُقَيلي في (الضعفاء ٥٧٩)، وكذلك ذكره ابن عَدِي في ضعفائه، وروَى له عدةَ أحاديثَ أخطأ فيها، وقد تعقَّبه فيها، غير أنه اقتصر في تعقيبه على حديثنا هذا بالإشارة إلى تفرُّده به، فقال عَقِبَ روايتِه: "وهذا يَرويه عن أبي حَصِين ابنُ سِنانٍ هذا"، ثم قال ابن عَدِي: "وأبو سِنان هذا له غيرُ ما ذكرتُ من الحديث، أحاديثُ غرائبُ وأفرادٌ، وأرجو أنه ممن لا يتعمَّد الكذبَ والوضْعَ، لا إسنادًا ولا متنًا، ولعله إنما يَهِمُ في الشيء بعد الشيء، ورواياتُه تُحتمل وتُقبل" (الكامل ٥/ ٤٥٤ - ٤٥٥).

والمراد برواياته التي تُحتمل ما سوى غرائبِه وأفرادِه، كهذه التي ذكرها في ترجمته مستنكِرًا لها، وهذا الحديثُ مما تفرَّد به ابنُ سِنان، ولذا قال البزَّار- عَقِبه-: "ولا نعلم روَى أبو حَصِين عن أبي وائل عن حذيفةَ إلا هذا الحديثَ".

قلنا: وأبو حَصِين ثقة ثبْتٌ كما سبق، والحَمْل في هذا الحديث على مَن رواه عنه، وهو ابن سِنان، فهو المتفرد به في الأصل كما أشار إليه ابن عَدِي. ومما يؤيِّد ذلك أن إسرائيلَ بنَ يونسَ قد رواه عن أبي حَصِين وخالف فيه ابنَ سِنان؛

فقد أخرجه النَّسائي في سننه (١٦٣٩) قال: أخبرنا أحمد بن سُلَيمان، قال: حدثنا عُبيد الله، قال: أنبأنا إسرائيلُ، عن أبي حَصِين، عن شَقِيق،