الأول- وهو أشهرها-: عن صدقة بن موسى الدَّقيقي، عن أبي عِمران الجَوْني، عن أنس:
أخرجه أحمد (١٣١١١)، قال: حدثنا يَزيدُ بن هارون، أخبرنا صدقة بن موسى، حدثنا أبو عِمران الجَوْني، عن أنس بن مالك به.
وكذا أخرجه أحمد أيضًا، وأبو داود، والتِّرْمذي، وأبو يَعلَى، والعُقَيلي، وابن عَدِي، وغيرُهم: من طرق، عن صدقة بن موسى الدَّقيقي، به.
وهذا إسناد ضعيف؛ لأجل صدقة بن موسى؛ فقد ضعَّفه يحيى بن مَعين، وأبو حاتم، وأبو داود، والسَّاجي، والنَّسائي، وابن حِبَّان، وابن عَدِي، وغيرُهم، انظر (تهذيب التهذيب ٤/ ٤١٨)، وقال الدارَقُطْني:"متروك"(سؤالات البَرْقاني ٢٢٦). ولهذا قال الذهبي:"ضعَّفوه"(ديوان الضعفاء ١٩٥٩). ومع هذا تساهل فيه الحافظُ، فقال:"صدوق له أوهام"! (التقريب ٢٩٢١).
وقد خُولف فيه؛ فقد رواه جعفر بن سُلَيْمان- كما تقدَّم عند مسلم وغيرِه-، عن أبي عِمران الجَوْني، عن أنس بن مالك، به، بلفظ:((وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ ... )) الحديثَ، هكذا على البناء للمجهول، بخلاف رواية صدقةَ التي صرَّح فيها برفعه.
ولهذا أعلَّ روايتَه هذه غيرُ واحد من أهل العلم:
قال أبو داود- عقبه-: "رواه جعفر بن سُلَيْمان، عن أبي عِمران، عن أنس، لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((وُقِّتَ لَنَا)) وهذا أصحُّ".
وقال التِّرْمذي عقب روايته عن قُتَيْبةَ عن جعفر:"هذا أصح من الحديث الأول، وصدقة بن موسى ليس عندهم بالحافظ".