للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(المدونة) و (الواضحة) وهم، لاسيما وعبدالملك بن حبيب ضعيف الحفظ، كثير الغلط كما في (التقريب ٤١٧٤)، ولعل سبب الوهم هو ما انتشر عن ابن مسعود من غيرما وجه أنه شهد ليلة الجن، وهذا لا يصح، وقد ثبت عند مسلم (٤٥٠) أَنَّ عَلقمَة قال: سَألتُ ابنَ مَسعودٍ: هَل شَهِدَ أَحدٌ مِنكم مَعَ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيلَةَ الجِنِّ؟ قال: "لا"، وفي رواية عنه قَالَ: "لم أَكُنْ لَيْلَةَ الجِنِّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَهُ"، وهذا مما يدل على نكارة الحديث، فضلًا عن وهاء سنده.

نعم، روى أبو داود (٣٩) عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "قَدِمَ وَفْدُ الجِنِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا محَمَّدُ: انْهَ أُمَّتَكَ أَنْ يَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثَةٍ أَوْ حُمَمَةٍ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لَنَا فِيهَا رِزْقًا، قَالَ: «فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ»، وهو مخرج تحت باب: "ما لا يُستَنجَى بهِ".

كما صح النهي عن الاستنجاء بالعظم والروث عند مسلم (٢٦٢، ٢٦٣) من حديث سلمان وغيره، وبنحوه عند البخاري (١٥٥، ٣٨٦٠) من حديث أبي هريرة، وفي الموضع الثاني زيادة جاء فيها أَنَّ أبا هريرة قال: "مَا بَالُ العَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قَالَ: «هُمَا مِنْ طَعَامِ الجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ، وَنِعْمَ الجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ، وَلا بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا».

[تنبيه]:

قال عبد الملك بن حبيب عقب الحديث: وحدثني أصبغ بن الفرج عن ابن وهب: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الاستنجاء بهذه الخمس"، أي المذكورة في الزيادة، والظاهر أنه عند ابن وهب بنفس إسناده المذكور في المدونة، وإلا فهو معضل.

* * *