عبد الله بن عمر العمري؛ هكذا رواه غير واحد من الثقات عن عبدِ الله بن عمر العمريِّ كما سيأتي في الطريق الثاني.
قلنا: وقد اضطرب فيه الدراوردي اضطرابًا شديدًا كما سبق، ومع هذا رجح أبو زرعة طريق يعقوب بن كاسب المتقدم فقال:((هذا الصحيح؛ يعني: حديث يعقوب بن حميد بن كاسب، عن الدراوردي)) (العلل لابن أبي حاتم ١٥٣).
قلنا: ولو سلمنا تقديم رواية ابن ماجه كما ذهب أبو زرعة، فقد خالف الدراوردي ثقتان، فجعلا الحديث عن عبيد الله بن عمر مرسلًا.
كما رواه عبد الرزاق في (المصنف ١٧٧) قال: عن ابن جريج، عن عبيد الله بن عمر، ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ فِي سَطْلٍ مِنْ نُحَاسٍ لِبَعْضِ أَزْوَاجِهِ)).
ورواه في (١٧٨) عن مَعْمَرٍ، قَالَ: سألت عبيد الله بن عمر، عن الْوُضُوءِ فِي النُّحَاسِ؟ قَالَ:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ رَأْسَهُ فِي سَطْلٍ مِنْ نُحَاسٍ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ))، فَقَالَ رَجُلٌ حِينَئِذٍ عِنْدَنَا مِنْ آلِ جَحْشٍ: نَعَمْ ذَلِكَ المِخْضَبُ عِنْدَنَا.
فروايتهما مقدَّمةٌ على رواية الدراوردي، والله أعلم.
الطريق الثاني:
رواه عبد الله بن عمر العمري، واختلف عليه، على ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: عن عبد الله بن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن جحش، عن أبيه، عن زينب، بلفظ:((كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ... )).