فمدار هذه الأوجه كما سبق على الدراوري، وهو وإن كان صدوقًا، إِلَّا أن روايته عن عبيد الله بن عمر العمري خاصة منكرة؛ قال النسائي:((ليس به بأس، وحديثه عن عبيد الله بن عمر منكر)) (تهذيب التهذيب ٦/ ٣٥٤).
وقد اعتمد الحافظ قول النسائي هذا، فقال:((صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمرى منكر)) (التقريب: ٤١١٩).
ولعل سبب ذلك أن الدراوردي كان يقلب حديث عبد الله بن عمر العمري المصغر، فيجعله عن أخيه عبيد الله، وهو ما نص عليه الإمام أحمد، حيث قال فيه:((ما حدث عن عبيد الله بن عمر فهو عن عبد الله بن عمر)) (الجرح والتعديل ٥/ ٣٩٥)، وقال أيضًا:((ربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عبيد الله بن عمر)) (تهذيب التهذيب ٦/ ٣٥٤).
* ومن ثَمَّ يظهر أنَّ ذِكْر عبيد الله بن عمر في هذا الإسناد وهم من الدراوردي، ويدل على ذلك - بالإضافة إلى نص الإمام أحمد - أمران:
الأول، وهو تفرد الدراوردي برواية هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر العمري، ولذا قال الدارقطني:((لا أعلم رواه عن عبيد الله، غير الدراوردي)) (العلل ٩/ ٣٨٢).
وقال أيضًا:((وهو حديث غريب تفرد به عبد العزيز الدراوردي [عن عبيد الله بن عمر])) (أطراف الغرائب والأفراد لابن القيسراني ٥٨٧٧) والزيادة من نقل مغلطاي في (شرحه لابن ماجه ١/ ٥١٤).
الثاني: أن هذا الحديث معروف - من غير طريق الدراوردي - برواية