روايته عن المقبريِّ عن أبي هريرة خاصة، بل روايته عن المقبريِّ أيضًا لا بأسَ بها، فالمقبريُّ ثقة، وأبوه ثقة، وكلاهما سمع من أبي هريرة، فالحديثُ أينما دارَ دارَ على ثقةٍ، ولهذا قال ابنُ حبان:((وليسَ هذا مما يهي (١) الإنسان به؛ لأَنَّ الصحيفةَ كلها في نفسها صحيحة)) (الثقات ٧/ ٣٨٧).
الوجه الثالث:
رواه ابنُ حبانَ: من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم.
ورواه ابنُ المنذر: من طريق داود بن رشيد، ومحمد بن راشد.
وعلَّقه الدارقطنيُّ في (العلل ٨/ ١٥٩): عن عُتبةَ بنِ سعيد بن الرحض.
أربعتُهم: عن الوليد بن مسلم، عنِ الأوزاعيِّ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريِّ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، به.
وخالفهم أبو همام الوليد بنُ شجاع -كما في (العلل للدارقطني ٨/ ١٥٩) -؛ فرواه عن الوليد بن مسلم، عنِ الأوزاعيِّ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرةَ. بإسقاطِ أبي سعيدٍ.
ولا ريبَ أنَّ روايةَ الجماعةِ عنِ الوليدِ أصحُّ، وهي الموافقةُ لروايةِ الجماعةِ عنِ الأوزاعيِّ أيضًا، إِلَّا أَنَّ الوليدَ بنَ مسلمٍ هنا أَسقطَ الواسطةَ بيْنَ الأوزاعيِّ وشيخِهِ، وهو ثقةٌ، لكنه مشهورٌ بتدليسِ التسويةِ (التقريب ٧٤٥٦)، فهو يُسْقِطُ الواسطةَ بيْنَ الأَوزاعيِّ وشيخِهِ لو كانتْ موجودةً،
(١) كذا في المطبوع، وذكر محققه أن في نسخ أخرى: ((يوهي)). قلنا: وفي (تهذيب التهذيب ٩/ ٣٤٢): ((يوهن)).