التهذيب ٤/ ٢١٦) ولذا قال فيه ابن حجر:((لا بأس به في غير الزهري)) (التقريب ٢٦٠٢).
قلنا: وقد وَهِم في هذا الحديث على الزهري. ويدل على ذلك أنه سمى صاحبة القصة ((زينب بنت جحش))، وإنما هي أم حبيبة كما رواه أصحاب الزهري. بل قد جاء في رواية عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عند مسلم (٣٣٤/ ٦٤) وغيره: قَالَتْ عَائِشَةُ: ((فَكَانَتْ - يَعْنِي: أُمَّ حَبِيبَةَ - تَغْتَسِلُ فِي مِرْكَنٍ فِي حُجْرَةِ أُخْتِهَا زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حَتَّى تَعْلُو حُمْرَةُ الدَّمِ المَاءَ)).
ولذا قال الألباني -رغم تصحيحه لإسناده! ! -: ((ومما وهم فيه على الزهري قوله: (زينب بنت جحش)؛ فإنه لم يتابعه على قوله هذا أحد من أصحاب الزهري، اللهم إلا ابن أبي ذئب في رواية الطيالسي عنه ... وخالفه معن -وهو ابن عيسى ... - وحسين المرورذي، وأسد- وهو ابن موسى- ويزيد- وهو ابن هارون- كلهم قالوا: عن ابن أبي ذئب: ((أم حبيبة بنت جحش))، وهذا هو الصواب! وأبو داود الطيالسي- مع جلالة قدره وكثرة حفظه- فقد نُسب إلى الخطأ! )) (صحيح أبي داود الأم ٢/ ٧٧).
قلنا: رواية الطيالسي والآخرين عن ابن أبي ذئب جاء فيها: ((فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلَاةٍ))، وليس فيه الأمر بذلك كما سبق تخريجه في موضعه.
فهذا مما أخطأ فيه سليمان أيضًا، فروايته هذه عن الزهري منكرة، ثم إنه قد اضطرب فيها أيضًا.
فقد رواه البيهقي (١٦٦٣) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عروة، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتُحِيضَتْ أُخْتُ زَيْنَبَ