وتَعَقب ابنُ دقيق في (الإمام ٣/ ٣١٦، ٣١٧)، وابن التركماني في (الجوهر ١/ ٣٥٢) -وتبعه الألباني في (صحيح أبي داود ٢/ ٧٨) - كلام البيهقي بما لا طائل وراءه، حيث زعموا أن ليس هناك مخالفة حقيقية بين رواية ابن إسحاق ورواية الجماعة!
ثم استشهدوا لروايته بمتابعات لا يُفرح بها:
منها: رواية ابن الهاد، وقد تقدم بيان شذوذها.
ومنها: ما علقه أبو داود عقب رواية ابن إسحاق، حيث قال:((ورواه أبو الوليد الطيالسي - ولم أسمعه منه - عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عروة، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتُحِيضَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اغْتَسِلِي لِكُلِّ صَلَاةٍ))، وساق الحديث)). قال أبو داود:((ورواه عبد الصمد عن سليمان بن كثير قال: ((تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ)). قال أبو داود:((وهذا وهم من عبد الصمد، والقول فيه قول أبي الوليد)) (السنن عقب رقم ٢٩٢).
ولذا قال الألباني - بعد أن أعل طريق ابن إسحاق بعنعنته فقط -: ((لكن الحديث صحيح؛ لأن له متابعًا وشواهد يأتي ذكرها))، ثم ذكر متابعة سليمان (صحيح أبي داود ٢/ ٧٦).
وهذه المتابعة التي علقها أبو داود لم نجدها موصولة، وكذا قال الألباني في (صحيح أبي داود ٢/ ٧٧).
ومع ذلك، فهي متابعة واهية؛ فسليمان بن كثير ضعيف في روايته عن الزهري، وهو ظاهر كلام الذهلي والعقيلي والنسائي وغيرهم، كما في (تهذيب