هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن عكرمة لم يَذكر عمن تَحَمّله أو مَن حَدَّثه به، فهو مرسل، وبهذا أعله غير واحد.
فقال الخطابي:((هذا الحديث منقطع)) (معالم السنن ١/ ٩٤).
وكذا قال البيهقي في (السنن الكبرى عقب رقم ١٦٧١).
وتعقبه ابن التركماني بقوله:((وفي تسمية هذا منقطعًا نظر)) (الجوهر ١/ ٣٥٣).
إن أراد أنه يسمى مرسلًا لا منقطعًا، فهذا هو عين مراد البيهقي، بل والخطابي أيضًا كما سيأتي تحريره.
وإن أراد أنه يُحمل على أن عكرمة تَحَمَّله عن أم حبيبة، فيكون في عداد الموصول، فمردود كما سنبينه لاحقًا.
وإن فُرِض صحة ذلك، فتبقى العلة؛ لقول الخطابي:((وعكرمة لم يسمع من أم حبيبة بنت جحش)) (معالم السنن ١/ ٩٤).
وبنحوه قال ابن القطان، حيث تعقب عبد الحق الذي أشار إلى صحته بسكوته عليه.
قال ابن القطان:((هكذا أورده وسكت عنه، وهو حديث مرسل، أخبر فيه عكرمة بما لم يدرك ولم يسمع، ولم يقل: إن أم حبيبة أخبرته به، ولا أيضًا يصح له ذلك. وحين أورد أبو داود هذا الحديث، أورده من رواية أبي بشر ... عنه أن أم حبيبة استحيضت ... وكان قد أشار إليه قبل ذلك في جملة إشارات قال فيها: (وروى أبو بشر، عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت .. )، وهذا أبين في الانقطاع)) (بيان الوهم والإيهام