ورواه يَحْيَى القطان، عن هشام، به، ثم قَالَ يَحْيَى:"قُلْتُ لِهِشَامٍ أَغُسْلٌ وَاحِدٌ، تَغْتَسِلُ وَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ".
ولكن مما يؤكد كون ذلك محفوظًا عن هشام بن عروة عن أبيه - كما رواه أبو معاوية -؛ أنَّ مالكًا رواه عن هشام بن عروة، عن أبيه، أَنَّهُ قَالَ:((لَيْسَ عَلَى الْمُسْتَحَاضَةِ إِلا أَنْ تَغْتَسِلَ غُسْلًا وَاحِدًا، ثُمَّ تَتَوَضَّأُ بَعْدَ ذَلِكَ لِكُلِّ صَلَاةٍ)). ولكن فصله تمامًا عن الحديث المرفوع.
وكذا رواه مفصولًا ابن أبي شيبة: عن حفص بن غياث وأبي معاوية، عن هشام، عن أبيه، به نحوه.
وقد تقدم كل ذلك قريبًا.
٧ - أبو حنيفة النعمان:
رواه الطحاوي في (المشكل ٢٧٣٢) و (المعاني ١/ ١٠٢)، والطبراني في (الكبير ٢٤/ ٣٦٠) والرَّامَهُرْمُزي (٢٣٠)، وابن عبد البر في (التمهيد ٢٢/ ١٠٣)، وغيرهم، من طرق عن أبي حنيفة عن هشام، به، وفيه:((تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ)) (١).
وأبو حنيفة - وإن كان إمامًا من أئمة الفقه - إلا أنه ضعيف في الحديث، كما تقدم بيانه مرارًا.
(١) ولم يذكرها ابن عبد البر في روايته المسندة لطريق أبي حنيفة، مع أنه علقها في غير هذا الموضع فقال: ((ورواية أبي حنيفة لهذا الحديث كرواية يحيى بن (هاشم) سواء، قال فيه: وَتَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ)) (التمهيد ١٦/ ٩٥).