◼ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ حَمَّامَ الجُحْفَةِ)).
[الحكم]: باطلٌ، والصوابُ أنه موقوفٌ على ابنِ عباسٍ، وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ، وابنُ كثيرٍ -وأقرَّه القسطلانيُّ-، وابنُ حجرٍ الهيتميُّ -وأقرَّه علي القاري-: موضوعٌ باتِّفاقٍ. وقال ابنُ قدامةَ:"لا يثبتُ". وقال ابنُ ناصرِ الدينِ:"غيرُ صحيحٍ".
[التحقيق]:
ذكره ابنُ كثيرٍ في (الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام صـ ٢٥) مُعَلقًا بلا إسنادٍ، وجعله نورُ الدينِ الحلبيُّ في (السيرة الحلبية ١/ ٥٣٠) من مسندِ ابنِ عباسٍ، ولم نقفْ عليه.
قال ابنُ تيميةَ:"والحديثُ الذي يُروى: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الحمَّامَ- موضوعٌ باتِّفاقِ أهلِ المعرفةِ بالحديثِ"(مجموع الفتاوى (٢١/ ٣٠١).
وقال ابنُ كثيرٍ:"موضوعٌ باتِّفاقِ أهلِ المعرفةِ بالحديثِ، وليس بصحيحٍ، وإنما روى الإمامُ الحافظُ أبو بكر بنُ أبي شيبةَ في كتابه الذي صَنَّفَهُ: عن إسماعيلَ بنِ عُلَيةَ عن أيوبَ عن عكرمةَ: أن ابنَ عباسٍ رضي الله عنهما، دَخَلَ حمَّامَ الجُحْفَةِ ... ، وهذا إسنادٌ صحيحٌ"(الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام صـ ٢٥)، وأقرَّه على ذلك القسطلانيُّ في (المواهب اللدنية ٢/ ٨٢).
وقال ابنُ حجرٍ الهيتميُّ:"موضوعٌ باتِّفاقِ الحفاظِ، ... ، ولم تَعْرِفِ العربُ الحمَّامَ ببلادهم إلا بعد موته صلى الله عليه وسلم"(أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل صـ ١٠١)، وأقرَّه علي القاري في (جمع الوسائل في شرح الشمائل ١/ ٨٨).