وقال أبو داودَ السجستانيُّ:((قال غير أحمد: قدم عطاءٌ البصرةَ قدمتين، فالقدمةُ الأُولى سماعهم صحيح، وسمع منه في القدمة الأولى: حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وهشام الدستوائي)) (مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود ١٨٥٢).
وكذا جزمَ ابنُ الجارود، ويعقوبُ بنُ سفيانَ، أنه سَمِعَ منه قبلَ الاختلاطِ. (تهذيب التهذيب ٧/ ٢٠٦).
بينما أسندَ العقيليُّ، عن عليِّ بنِ المدينيِّ، قال:((قلتُ ليحيى -يعني القطانَ-: وكان أبو عَوانةَ حَمَلَ عن عطاءِ بنِ السائبِ قبلَ أن يَخْتَلِطَ، فقال: كان لا يفصلُ هذا من هذا، وكذاك حماد بن سلمة، وكان يحيى لا يروي حديث عطاء بن السائب، إلا عن شعبةَ، وسفيانَ)) (الضعفاء ٣/ ٢٩٢).
وقال الدارقطنيُّ:((دَخَلَ عطاءُ بنُ السائبِ البصرةَ، وجَلَسَ؛ فَسَمَاعُ أيوبَ، وحمادِ بنِ سلمةَ، في الرحلةِ الأُولى صحيحٌ، والرحلة الثانية فيه اختلاط)) (سؤالات السلمي ٤٧٨).
ولذا قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ:((والظاهرُ أنه سَمِعَ منه مرَّتين: مرَّة مع أيوبَ كما يُومِئُ إليه كلامُ الدارقطنيِّ، ومرَّة بعد ذلك لما دَخَلَ إليهم البصرةَ)) (تهذيب التهذيب ٧/ ٢٠٦).
قلنا: وعليه فلا يُحتجُّ بروايته عنه؛ لأنه لم يُمَيِّزْ هذا من هذا، كما قال يحيى القطانُ.
وقد خالفه شعبةُ، وزائدةُ -وهما ممن سَمِعَ من عطاءٍ قبلَ الاختلاطِ- وجريرٌ؛ فرووه عن حمادٍ بدون زيادة:(غسل القدمين)، وعليه: فهي شَاذَّةٌ أيضًا من حديث أبي سلمةَ، عن عائشةَ، كما أنها شَاذَّةٌ أيضًا من حديثِ