عن عَمرو بن الحارث، عن العلاء بن محمد (١)؛ أن أبا عبد الرحمن الحُبُليَّ حدَّثهم، أن عبد الله بن عَمرو ... فذكره بلفظ السياقة الأولى. وأبو عبد الرحمن اسمُه: عبد الله بن يزيدَ المَعَافِري.
وهذا إسنادٌ واهٍ جدًّا؛ فيه أربعُ رجالٍ مجروحين، وهُم على التوالي: أحمد، وأبوه محمد، وجدُّه الحَجَّاج، وجدُّ أبيه رِشْدِين؛ قال ابنُ عَدِي:"كأنَّ نَسْلَ رِشْدِينَ قد خُصُّوا بالضعْف! رِشْدِين ضعيف، وابنُه حَجَّاج هذا ضعيف، وللحَجَّاج ابنٌ يقال له: محمد، ضعيف، ولمحمد ابنٌ يقال له: أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحَجَّاجِ بنِ رِشْدِين، ضعيفٌ"(الكامل ٣/ ٣٠١).
وقال الخليليُّ:"رِشْدِين بن سعد، ضعَّفوه، وابنُه حَجَّاج أَمْثَلُ منه، وحفيدُه أحمد بن الحَجَّاج ضعَّفوه جدًّا"(الإرشاد ١/ ٤٢١، ٤٢٢).
فأحمدُ أشدُّهم ضعفًا؛ فقد كذَّبه أحمد بن صالح وغيرُه، وقال فيه ابنُ عَدِي:"صاحبُ حديثٍ كثيرٍ، يحدِّثُ عن الحُفَّاظ بحديث مِصْرَ، أنكرت عليه أشياء مما رواه، وهو ممن يُكتَب حديثُه مع ضعفه"، وقال ابنُ أبي حاتم:"سمِعتُ منه بمصرَ، ولم أحدِّثْ عنه لَمَّا تكلَّموا فيه"، وقد وثَّقه مَسْلَمةُ، وأثنى عليه ابنُ يونسَ، انظر:(الكامل ٤٢)، و (اللسان ٧٤٠).
ثم يَليه في الضعف: رِشْدِينُ جدُّ أبيه؛ فقد ضَعَّفَهُ عامَّةُ النُّقَّاد، (تهذيب التهذيب ٣/ ٢٧٨).
ثم محمد بن الحَجَّاج؛ قال العُقَيليُّ:"في حديثِهِ نظرٌ"، وضَعَّفَهُ ابنُ عَدِي
(١) كذا في طبعة الشيخ حمدي السلفي، وطبعة الحُمَيد، ووقع في إسناد الحديث السابق (١١٦ = ١٤٧٠٠): "العلاء بن كثيرٍ"، وهو أَولى بالصواب؛ فالعلاء بن كثير هو الذي ذُكِر ضِمْنَ الرواة عن أبي عبد الرحمنِ الحُبُليّ، (التهذيب ٢٢/ ٥٣٢).