للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال الزيلعيُّ: "وإسماعيل بن عياش، فقد وَثَّقَهُ ابن مَعِينٍ، وزادَ في الإسنادِ عن عائشةَ، والزيادةُ منَ الثقةِ مقبولةٌ، والمرسلُ عند أصحابنا حجة" (نصب الراية ١/ ٣٨، ٣٩).

وسبقه لهذا ابنُ الجوزيِّ، فإنه قال -متعقبًا إعلال الدارقطنيِّ له بالإرسال-: "قلنا: قد قال يحيى بنُ مَعِينٍ: "إسماعيل بن عياش ثقة"، والزيادةُ منَ الثقةِ مقبولةٌ، والمرسلُ عندنا حجة" (التحقيق ١/ ١٨٨).

قلنا: وهذا جوابُه قد مَرَّ، فإن ابنَ عياشٍ ثقةٌ في أهلِ بلدِهِ، ضعيفٌ في غيرِهِم، فزيادتُه حينئذٍ زيادةٌ من ضعيفٍ وليستْ من ثقة. وأما جَمْعه بين المسند والمرسل فهو من اضطرابِه وليس من تثبته، بدلالة أنه رَوى المسندَ على وجوهٍ عدة، فمرة جعله عنِ ابنِ جُرَيجٍ عن أبيه عن عائشةَ، وأخرى جعله عنِ ابنِ جُرَيجٍ عن ابنِ أبي مليكةَ عن عائشةَ، وثالثة جعله عنهما عن عائشةَ، ورابعة جعله عن عباد وعطاء عن ابنِ أبي مليكةَ عن عائشةَ. واقتصارُ الحفاظ الثقات على نقلِ المرسلِ دليلٌ على أن غيرَه لم يكن، وإنما أوجده تخليطُ ابنِ عياشٍ.

ولذا تعقب ابنُ عبدِ الهادِي على ابنِ الجوزيِّ قائلًا: "الصحيحُ أن هذا الحديثَ مرسلٌ" (التنقيح ١/ ٢٨٥).

[تنبيه]:

أخطأ الجوينيُّ -وتبعه الغزاليُّ- في كلامه على هذا الحديثِ من وُجُوهٍ، ذكرها ابنُ الملقنِ في (البدر المنير ٤/ ١٠٦ - ١٠٧)، فانظره غير مأمور.