رواه عن يحيى، عن يعيش، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء، بلفظ:(اسْتَقَاءَ).
فأسقط منه شيخ يحيى، وهذا قد رواه غيره، وسمَّى راويه "خالد بن معدان"، وهذا قد رواه غيره أيضًا، وخطأه فيه الترمذيُّ وغيرُهُ، وأخطأَ في متنِهِ، فانفردَ بقولِهِ فيه:(اسْتَقَاءَ فَأَفْطَرَ)، وقد أفردنا هذه الرواية بالتخريج والتحقيق، وسيأتي الكلامُ عليها قريبًا إن شاء الله.
قلنا: مما سبقَ يتبينُ أن الرَّاجحَ في هذا الحديثِ: عن يحيى بنِ أبي كَثيرٍ، عن الأوزاعيِّ، عن يعيش بن الوليد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، به.
فهذا هو الراجحُ عن حربٍ وهشامٍ -إلا أنه أبهمَ اسمَ الأوزاعيِّ مرة وأسقطه أخرى- وأحد الوجهين عن حسين.
وعلى كُلٍّ، فقد سمعَ يعيشُ من أبيه ومن معدانَ.
وعليه، فهذا إسنادٌ صحيحٌ رجاله كلهم ثقات.
وقد صَحَّحَهُ أحمدُ وغيرُهُ، كما تقدَّمَ.
وَصَحَّحَهُ أيضًا: ابنُ خُزَيمةَ وابنُ حِبَّانَ بإخراجهما له في صحيحيهما.
وَصَحَّحَهُ كذلك: ابنُ منده -كما نقله ابنُ دقيقِ العيدِ في (الإمام ٢/ ٣٩١) -، وابنُ الجوزيِّ في (التحقيق ١٩٤)، وابنُ دقيقِ العيدِ في (الإمام ٢/ ٣٨٨ - ٣٩١)، وابنُ التركمانيِّ في (الجوهر النقي ١/ ١٤٣)، وابنُ حَجرٍ في (الفتح ٤/ ١٧٥)، والألبانيُّ في (الإرواء ١١١).