للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأقام الدباغ مقام الذكاة.

وأيضا ما رواه أنس أن النبي أتى على سقاء أخضر قد برد فيه الماء فاستسقى، فقالت صاحبته: إنه لمن جلد ميتة. فقال : "دباغه طهوره" (١).

وروى سلمة بن المحبق قال: قال رسول الله : "ذكاة كل أديم دباغه" (٢).

قالوا: وهذه الأخبار تلزم أحمد بن حنبل في امتناعه من استعماله بعد الدباغ، وتلزمكم أنتم في طهارته بكل وجه.

قيل: لعمري إنها تلزم أحمد، فأما نحن فإنا نستعملها على ما تحتمله، فنقول: قوله: "هلا انتفعوا به بالدباغ" (٣)، فظاهره يقتضي الانتفاع بالجلد نفسه دون ثمنه، ونحن نجيز الانتفاع به على وجوه مخصوصة بالدلائل التي ذكرناها.


(١) لم أجده من حديث أنس بهذا السياق، وهذا السياق وارد من حديث سلمة بن المحبق المتقدم تخريجه، وانظر تهذيب الآثار لابن جرير (٦/ ٨١٨ - ٨٢). على أنه قد ورد من حديث أنس لكن بلفظ: "كنا ننقل الماء في جلود الإبل على عهد رسول الله ولا ينكر علينا". أخرجه البيهقي (١ - ٣٤) وقال: وهذا الإسناد غير قوي.
(٢) تقدم تخريجه قبل قليل، "واسم المحبق: صخر بن عبيد، وباء المحبق مكسورة، قال ابن ناصر: وهو الصواب لأنه حبق فلقب بذلك. وقال الشيخ زكي الدين المناوي في حواشي السنن: بعض أهل العلم يكسر الباء، وأصحاب الحديث يفتحونها. واقتصر الشيخ تقي الدين في كتابه "الإمام" على الفتح. لكن قال ابن الجوزي في كتابه "كشف النقاب عن الأسماء والألقاب": أصحاب الحديث يفتحون الباء، وهو غلط، إنما هي مكسورة، قال: وقال الجوهري: إنما سماه أبوه المحبق تفاؤلا بالشجاعة، أنه يضرط الأعداء، ولم يرد ذلك في الصحاح". البدر المنير (١/ ٦١٢).
(٣) تقدم تخريجه (٣/ ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>