للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ظاهرها، فكان ينطقها بكسر الدال، وتعقبه ابن حجر، وأوضح أنها من ألفاظ التجريح الشديد (١)، وهو كما قال (٢).

وعلق أحد الباحثين على قول شعبة في سَلْم بن قيس البصري: "سَلْم ذاك الذي كان يرى الهلال قبل أن يراه الناس بيومين"- بقوله: "يقصد به شعبة اتهامه بالكذب، كما يظهر".

وما قاله الباحث غير ظاهر من النص بل هو احتمال ضعيف فيه، وتدل النصوص الأخرى في رؤية سلم للهلال على أن شعبة يرميه بالتغفيل وعدم الضبط، لا التهمة بالكذب (٣).

وربما يواجه الباحث في قضية تنزيل اللفظة على مصطلح أئمة النقد أنهم استخدموا المصطلح الواحد في معنيين مختلفين فيتضاعف الجهد حينئذ، ويلزمه مزيد تأنّ وإنعام نظر.

فمن ذلك مصطلح (التخليط) قد يراد به الاختلاط الذي هو التغير، وقد يراد به الاضطراب والخطأ (٤).

ومنه أيضا مصطلح (الكذب) استخدمه النقاد بمعنى تعمد الكذب، واستخدموه بمعنى الخطأ، وبينهما فرق كبير بالنسبة للراوي الموصوف به، واستخدامه بالمعنيين جارٍ على أصل اللغة (٥)، وذكر ابن حبان أن أهل الحجاز يسمون الخطأ كذبا (٦).


(١) "تهذيب التهذيب"٩: ١٤٢، و"فتح المغيث"٢: ١٢٩.
(٢) انظر: ما تقدم في المبحث الأول من الفصل الثاني حول هذه العبارة.
(٣) انظر: ما تقدم في المبحث الثاني (سلامة النص) من هذا الفصل.
(٤) وتقدم شرح هذا في المبحث الثاني من الفصل الأول.
(٥) "لسان العرب"١: ٧٠٤ - ٧٠٩.
(٦) "ثقات ابن حبان"٦: ١١٤.

<<  <   >  >>