للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدالته، وإنَّما ملخص الكلام فيه أنَّه حدّث من حفظه فأخطأ في حين أنَّ الإسناد السابق فيه من قدح في عدالته، فيكون إسناد يوسف أقبل من سابقه، ويكون الحديث ضعيفاً بخارجة، والله أعلم.

وقد توبع همام متابعة أخرى.

إذ أخرج: ابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " ١/ ٦٣ من طريق هشام - وهو ابن سعد -، قال: حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريِّ: أنَّ رسول الله قال: «لا تَكتبوا عَني شَيئاً سوى القرآنِ، فمنْ كتبَ عَني شَيئاً سوى القرآنِ فليمحُهُ».

وهشام بن سعد متكلم فيه، إذ نقل ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ٩/ ٧٨ (٢٤١) عن يحيى بن معين أنَّه قال: «هشام بن سعد فيه ضعف»، وقال أخرى: «هو صالح، ليس بمتروك الحديث»، وعن أحمد أنَّه قال: «لم يكن هشام بن سعد بالحافظ»، وقال أحمد أيضاً: «ليس بمحكم الحديث»، ونقل عن أبيه أنَّه قال: «يكتب حديثه، ولا يحتج به»، ونقل عن أبي زرعة أنَّه قال: «شيخ محله الصدق»، وقال النَّسائيُّ في " الضعفاء والمتروكون " (٦١١): «ضعيف»، ونقل الذهبيُّ عنه في " ميزان الاعتدال " ٤/ ٢٩٩ (٩٢٢٤) أنَّه قال مرة: «ليس بالقوي».

إلا أنَّ أبا داود قال فيما نقله الذهبيُّ: «هو أثبت الناس في زيد بن أسلم»، ونقل عن الحاكم أنَّه قال: «أخرج له مسلم في الشواهد»، وقال العجليُّ في " الثقات " ٢/ ٣٢٩ (١٩٠٠): «جائز الحديث، وهو حسن الحديث»، وقال ابن عدي في " الكامل " ٨/ ٤١١: «ومع ضعفه يكتب حديثه»، وقال الذهبيُّ في " الكاشف" (٥٩٦٤): «حسن الحديث»، ولخّص القول فيه ابن حجر فقال في " التقريب " (٧٢٩٤): «صدوق، له أوهام».

والكلام الذي قيل في هشام انجبر بروايته عن زيد بن أسلم، فالناظر في كلام أبي داود سيجد أنَّ هشام بن سعد مقدم في الرواية عن زيد بن أسلم، وقد وجدت مسلماً قد خرّج له في " صحيحه " ثمانية مواضع خمسة منها عن زيد بن أسلم، لذلك فإنّ ما كنا نخشاه من أوهام هشام تلاشت بروايته عن زيد، وبذلك يزداد هذا الطريق قوة ويكون عاضداً للطريق الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>