للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيم فغير محفوظ؛ لأنَّ رواية جرير عن قتادة ضعيفة كما مرَّت الإشارة إلى ذلك، كما أنَّ متابعة همام أعلها النسائي، وأنَّ الإسناد إلى همام ضعيف؛ لأنَّ عمرو بن عاصم متكلم فيه، وحتى وإنْ صحت فيبقى همام بن يحيى قد خالف هشاماً، وهشام مقدم في أصحاب قتادة، كما أنَّه توبع من قبل شعبة، ومن مرجحات الحديث المرسل قول قتادة الذي نقله عنه أبو داود، والذي يدل دلالة واضحة على أنَّ قتادة لم يسمع هذا الحديث إلا من سعيد بن أبي الحسن.

وقد روي هذا الحديث عن أنس من وجه آخر؛ إذ أخرجه أبو داود (٢٥٨٥) من طريق يحيى بن كثير أبي غسان العنبري، عن عثمان بن سعد، عن أنس بن مالك، به وهذا ضعيف قال أبو داود عقب (٢٥٨٥): «أقوى هذه الأحاديث حديث سعيد بن أبي الحسن، والباقي كلها ضعاف»، والحديث فيه عثمان بن سعد الكاتب وهو ضعيف، قال علي بن المديني: «سمعت يحيى - وذكر له عثمان بن سعد الكاتب - فجعل يعجب ممن يروي عنه» وعن يحيى بن معين أنَّه قال عنه: «ليس بذاك» وقال أبو زرعة: «لين»، وقال النَّسائي: «ليس بالقوي»، وقال مرة: «ليس بالثقة» (١).

وللحديث شاهد من حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف.

أخرجه: النَّسائي ٨/ ٢١٩ وفي " الكبرى "، له (٩٨١٥) ط. العلمية و (٩٧٢٧) ط. الرسالة.

قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" ١/ ٢١٠ (٥٠): «إسناده صحيح».

أقول: إلا أنَّ أبا أمامة، وهو أسعد بن سهل الأنصاري وُلد قبل وفاة النَّبيِّ وأتي به للنبي ، فحنَّكه وسماه باسم جده لأمه، وقد روى عن النَّبيِّ أحاديث أرسلها (٢) وعدّه ابن عبد البر في " الاستيعاب " (٢٨١٢) في كبار التابعين.


(١) انظر: "الضعفاء والمتروكون " للنسائي (٤٢١)، " والجرح والتعديل " ٦/ ١٩٣ (٨٣٨)، "وميزان الاعتدال " ٣/ ٣٤ (٥٥١١).
(٢) انظر: " الإصابة " ١/ ١٥٠ (٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>